Flag Counter

Flag Counter

Saturday, February 28, 2015

نهاية العالم كما نعرفه - هل لإسلام هو الحل والديمقراطية الغربية هي المشكلة؟

للإجابة على ذالك السؤال وإسقاط الإجابة على واقعنا المعاصر وفهم الكيفية التي يفكر فيها الغربيون ويديرون معركتهم الإعلامية التي تتصدرها شعارات تعبر عن مخاوفهم من أسلمة أوروبا يضاف إليها عشرات المواضيع التي تظهر في الصحف والمجلات تتصدرها كلمة أوروبيا(Eurabia), فإنه علينا تقسيمه إلى قسمين وهما; هل الإسلام هو الحل, هل الديمقراطية الغربية هي المشكلة؟
يتكرر في الإعلام الغربي بشكل عام والأوروبي بشكل خاص النقاش حول المشكلة الديمغرافية وتناقص معدلات الخصوبة حيث يتم فيها التركيز على الهجرة الإسلامية وأسلمة أوروبا وتجاهل الأسباب الحقيقية وهي تفسخ وتحلل القيم الأخلاقية وإستنزاف الحضارة الأوروبية خصوصا مفهوم الأسرة التي تشكل اللبنة الأولى لبناء أي مجتمع وإستمرار أي حضارة.
ولو قمنا بالنظر للمشكلة نظرة منطقية وعقلانية فماهي علاقة المسلمين بإنخفاض معدل الخصوبة للنساء في الغرب؟ هل المسلمون لهم دور في ذالك؟ هل قام المسملون بإضافة مواد إلى طعام ومياه الغربيين لتخفيض نسبة الخصوبة لديهم؟
وقد يظن البعض أن الفتاوي المتعلقة بالزواج والطلاق والإنجاب محصورة برجال الدين المسلمين ولكن هل سمع أحدكم بفتاوي الفاتيكان تحريم إستخدام وسائل منع الحمل للمنتمين للكنيسة الكاثوليكية حتى في الدول التي تستفحل فيها الأمراض الجنسية وخصوصا الإيدز والسفلس؟ أتخيل القساوسة الكاثوليك يحملون ألات حاسبة أو لديهم ساعة في الفاتيكان شبيهة بساعة الدين القومي الأمريكي لمراقبة أعداد المنتمين للكنيسة الكاثوليكية مقابل المنتمين للدين الإسلامي؟ المهم بالنسبة إليهم هي المقارنة العددية فهي تشكل لهم كابوسا ولايهمهم إن كان أتباع كنيستهم مصابون بالإيدز والأمراض الجنسية بالإضافة إلى موقفهم المعارض بشدة للإجهاض.
وقد يكون الوضع الإقتصادي أفضل في الدول الأوروبية مقارنة ببعض الدول العربية أو أغلبها, المسألة نسبية تحتمل الخطأ أو الصواب ولكن ماهي أسباب عزوف المواطنين اللغربيين عن الزواج وإنجاب الأطفال؟
الإعلام الغربي يقوم وبشكل مستمر بالعمل على هدم الأسرة كشيئ له قيمة في حياة الإنسان حيث يتم الترويج للعلاقات خارج إطار الزواج وأن بناء الأسرة سوف يقيد حرية الإنسان في العمل والتنقل والسفر بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء. كما يتم الترويج للعلاقات الشاذة المثلية وتشريع القوانين بخصوص الزواج المثلي بل وتبنيهم للأطفال أو في حالة زواج النساء من بعضهم البعض فيمكن لأحدهم القيام بتلقيح صناعي من متبرع مجهول وإنجاب طفل. يتم كل ذالك من خلال البرامج والأخبار والمسلسلات التي تروج لمثل تلك القيم خصوصا برامج وأخبار نجوم السينما في هوليود ونجوم الرياضة والتي تركز على أخبار زواجهم وطلاقهم وكيف أن الزواج قد يحد من النجاح المهني أو يؤثر على عمل أو نجومية الممثل او الفنان.
النتيجة أنك قد تجد من هم متزوجون في الغرب لمدة عشرة سنين او عشرين سنة وبدون أطفال ولم يفكروا حتى في إنجابهم أو من هم في علاقات خارج إطار الزواج بدون إنجاب أطفال ويستخدمون وسائل منع الحمل أو لايذهبون لطبيب لمعرفة سبب تأخر الإنجاب. الحكومات الغربية تبذل بعض الجهود في سبيل مكافحة تلك الظاهرة كإعفائات ضريبية على الأسرة يتم تحديد نسبتها بعدد المواليد وإجازات أمومة مدفوعة الأجر ومنح مالية لمرة واحدة لكل مولود جديد قد تبلغ أكثر من ألف دولار أمريكي أو مايعادلها في بعض الدول.
ولكن المشكلة في أغلب الدول الغربية أعمق بكثير من أن تحلها إعفائات ضريبية او ألف دولار تمنح لمرة واحدة عن كل مولود جديد يولد للأسرة. النظرة الغربية للمشكلة سطحية وبعض تلك الحلول قد اعطت نتيجة عكسية حيث يزداد عدد الأمهات العازبات بشكل كبير وتزداد معهم عدد قضايا المحاكم المتعلقة بالنفقة والسؤال هو كيف سوف يتمكن شاب عمره 18 سنة من توفير نفقة طفل وتحمل مسؤولية منزل وهو مازال يسكن مع والديه ويستلم منهم مصروفا؟ كيف سوف تتمكن أم أوروبية عزباء عمرها قد لايزيد عن 16 عاما من رعاية طفل وتحمل مسؤولية أسرة؟ إن مشكلة الأمهات العازبات والمواليد خارج إطار الزوجية بدأت تشكل ضغطا حقيقيا على الجهات المختصة بالتعامل مع تلك المشاكل وتعد أزمة حقيقية في الدول الغربية وخصوصا بريطانيا والولايات المتحدة.
إن العامل الديمغرافي وإنخفاض معدل الخصوبة الذي يؤدي إلى تناقص معدل المواليد يضع المسؤولين في الدول الغربية أمام مشكلة حقيقية أو هي أزمة متعلقة بإزدياد اعداد المتقاعدين والإلتزامات المتعلقة بهم من معاشات تقاعد وتكاليف رعاية صحية. تناقص أعداد المواطنين الذي يقومون بالحلول مكان المتقاعدين في سوق العمل سنة بعد سنة بسبب تناقص اعداد المواليد سوف يؤدي إلى مواجهة الكثير من الدول الأوروبية والأسيوية أزمة مزمنة إن طال الزمن أو قصر, فمن سوف يقوم بدفع كل تلك المعاشات التقاعدية والتأمينات والإلتزامات للعجزة وكبار السن والمتقاعدين؟
ألمانيا تعد أكبر دولة صناعية اوروبية والمستشارة الألمانية أنجيلا ميريكل بدون أطفال ولكن ذالك امر ثانوي ذكرته على الهامش لأوضح كيف ان عدم الإهتمام بتكوين أسرة هي مشكلة حقيقية في هرم القاعدة الإجتماعية للدول الأوروبية كما هي في قمة ذالك الهرم. تخيلوا أن مدينة ألمانية تدعى(غوسلار - Goslar) وهي واحدة من أجمل البلدات الألمانية ومصنفة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي قد عرضت بلديتها منح منازل للشباب ممن يقبلون أن ينضموا لقائمة المقيمين فيها بسبب إنخفاض عدد سكانها من 50 ألفا إلى أربعة ألاف في فترة زمنية لا تتعدى عشرة سنين. فتخيلوا من سوف يلبي نداء رئيس بلديتها أوليفر جونك في بلد تزعم حكومته رسميا وتعترف بأن تحول بلدهم إلى دولة إسلامية أصبح مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.
ولكن المشكلة التي تعاني منها ألمانيا تعد ثانوية بالنسبة لدول أخرى مثل اليابان وتايوان والصين والهند ودول أخرى حيث أن المجتمع الألماني مجتمع ديناميكي ومنفتح ومستعد لإستقبال موجات من المهاجرين للتعويض عن إنخفاض معدل الخصوبة لدى المواطنين الألمان فماذا عن دولة مثل الصين حيث سياسة الولد الواحد وتفضيل الأسرة الصينية للذكور على الإناث قد أدى إلى تناقص حاد في أعداد الإناث وتفاقم المشكلة. وكما هو من المعلوم بالضرورة إختلاف الحالة من بلد إلى أخر فالموروث الإجتماعي في الهند والذي يفرض على النساء تقديم المهور لأزواجهم وليس العكس قد أدى إلى تفضيل الأسر الهندية للمواليد الذكور وإزدياد معدلاتهم على الإناث وإزدياد نسب الإجهاض في حالة كشف الجنين الأنثى حيث أصبح ذالك ممكنا بسبب إنتشار أجهزة الكشف المبكر عن جنس الجنين وإنخفاض أسعار الفحوصات. دول مثل تايوان, الصين والهند تعاني من مشكلة أن طبيعة تلك المجتمعات تجعل من الصعب عليهم إستقبال الهجرة وإستيعابها فمن ناحية هناك الإكتظاظ السكاني ومن ناحية أخرى هناك عوائق كاللغة والعادات والتقاليد.
اليابان تعد أيضا مثالا على الدول الأسيوية التي تعاني من المشكلة الديموغرافية والتي لم يجدوا الحل المناسب لها إلى الأن فالمجتمع الياباني يعاني من نفس المشكلة المتعلقة بتفضيل مواليد الذكور على الإناث كما أنهم شعب يفضل المحافظة على نقائه العرقي. ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو والذي سوف يصبح إمبراطورا في المستقبل ليس لديه ولي للعهد وأنجب إبنة واحدة تسمى الأميرة آيكو حيث لم يولد للأسرة الإمبراطورية اليابانية أي مولود ذكر منذ خمسة وستين عاما. أخر الأخبار التي قرأتها في موقع البي بي سي العربي عن اليابان فإن زوجته الأميرة ماساكو حامل فإن لم يكن المولود ذكرا فإن هناك لجنة وزارية تدرس تعديل قانون الوراثة الياباني للسماح بتولي إمرأة عرش البلاد.
اليمينيون المحافظون من لف لفيفهم من المفكرين ومعاهد الأبحاث(Think Tanks) والمؤيدين للشركات الإحتكارية العملاقة يقومون بالترويج لوجهة نظرهم التي يمكن تلخيصها; بأن نموذج دولة الرعاية الإجتماعية-الديمقراطية هي دولة تم بنائها وفق نموذج فاشل وغير قابل للإستمرار لأنها تقوم بسلب مواطنيها الإحساس بالمسؤولية مما يجعلهم أضعف في مواجهة التحديات. النموذج الذي يقترحون قائم على مبدأ إشراف الدولة على الشؤون الإجتماعية والإقتصادية والصحية إشرافا غير مباشر وتسليم المسؤولية للشركات الخاصة والشركات الإحتكارية.
نموذج أثبت فشله حتى داخل الولايات المتحدة وجميع الدول الأوروبية والأسيوية والعربية التي طبقته زادت فيها الفجوة بين الفقراء والأغنياء وإزدادت كل انواع الفوارق الإجتماعية حيث أن ذالك النموذج يفتقد إلى نظام قضائي عادل فهو مصمم لمصلحة الشركات الإحتكارية والتوسعية العملاقة ومصمم للعمل في ظل نظام العولمة وإتفاقيات التجارة الحرة. ذالك النموذج عاجز عن تقديم هوية مواطنة حقيقية للمهاجرين الجدد فيبحثون عنها في مكان او رمز أخر, وقد يكون الجهاد هو ذالك الرمز.
وعلى الرغم من فشل ذالك النموذج فإن هناك من يزال يؤيده ويروج له حيث يزعم بعضهم أن الحرب الباردة إنتهت بالنسبة للولايات المتحدة بينما لم تنتهي بالنسبة إلى دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا لأن مواطنيها يصوتون للأحزاب الإجتماعية الديمقراطية والتي تقوم برامجها الإجتماعية على الرعاية الصحية المنخفضة التكلفة وبرامج الرعاية الإجتماعية والإهتمام بالمعاشات التأمينية والتقاعدية للعجزة وكبار السن. هم يعتبرون أنه بذالك فإن الشيوعية في أوروبا لم تنهزم وتندحر  وأن الحرب الباردة في أوروبا لم تنتهي. مبدأهم قائم على نظرية الإنتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح وبذالك فإن تلك الفئات من صغار الكسبة والعمال البسطاء والعجزة وكبار السن ممن هم ليسوا بقادرين على العطاء لتقدمهم في السن أو ممن يعملون في مهن بسيطة لا تحظى بأي إهتمام من قبل أمثال هؤلاء المحافظين واليمينيين فهم فئات إنتهت صلاحياتها ولا تستحق أي رعاية او خدمات.
بالنسبة لهم فإن الحل هو بزيادة قوة الولايات المتحدة خصوصا من الناحية العسكرية ويتسائلون عن الكيفية التي سوف تحترمهم فيها دول مثل روسيا والصين وفرنسا وبلجيكا وهم هشاشة ردة فعلهم على أول هجوم إرهابي داخل أراضي الولايات المتحدة؟ هم يتسائلون ماهي فائدة الحجم الكبير للقوات المسلحة للولايات المتحدة إذا كانت ليس لديها القابلية للذهاب للحرب وتحسب حسابا لعدد الضحايا؟ بالنسبة إليهم فإن هؤلاء الضحايا هم مجرد أرقام في عملية الدفاع عن مصالح الشركات العملاقة والإحتكارية التوسعية المتوحشة.
شعار الإسلام هو الحل يتعرض للمتاجرة به من قبل أحزاب وشخصيات إسلامية تفتي بين أعضائها بأن الديمقراطية والإنتخابات حرام شرعا وأن البرلمانات هي كفر لأنها لا تحكم بما انزل الله وأن الأحزاب بدعة ثم يقومون هم أنفسهم بالمشاركة في الإنتخابات وتأسيس أحزاب وتكون محصلة إنجازاتهم هي صفر كما في حالة الإخوان المسلمين في مصر وتونس التي شارفت على الإفلاس في أثناء حكم حزب النهضة وكذالك في المغرب حيث لم تطبق تلك الأحزاب أي شعارات من تلك التي كانوا يضحكون على البسطاء بها ويطلقونها للإستهلاك الإنتخابي.
السؤال هل نجحت الديمقراطية الغربية في حل أي من المشاكل التي تواجههم خصوصا المشكلة الديمغرافية؟
أصول المشكلة الديمغرافية في أوروبا برأي الشخصي تعود بدايتها إلى فقدان أعداد كبيرة من السكان خصوصا الذكور بسبب الحروب وضحايا الأوبئة. مرض الطاعون او وباء الموت الأسود والذي إنتشر في أوروبا وأسيا في الفترة 1347-1353 وأدى إلى إبادة أكثر من 30% من سكان أوروبا. الحرب العالمية الأولى 1914-1918 وأدت إلى 9 ملايين ضحية أغلبهم من الذكور وهناك من يرفع عدد الضحايا إلى 20 مليون ضحية بين مدنيين وعسكريين. وباء الإنفلونزا 1918 أو ماعرف بإسم الإنفلونزا الإسبانية حيث لم تكد أوروبا تنتهي من الحرب العالمية الأولى حتى بدأ تساقط الضحايا بسبب ذالك المرض حيث هناك تقديرات لعدد الضحايا بين 20-100 مليون. الحرب العالمية الثانية التي بلغ عدد ضحاياها 50-85 مليون يشكلون 2.5% من سكان العالم في ذالك الوقت. وقبل كل تلك الأحداث علينا أن لا ننسى دور محاكم التفتيش في العصور الوسطى والتي يقال ان ضحاياها بلغ 5 ملايين شخص منهم مليون أمرأة تم قتلهم أو حرقهم بتهمة ممارسة السحر الأسود حيث أن كل من يملك قطة سوداء في تلك الفترة كان يعرض نفسه للمسائلة بتهمة ممارسة السحر وكل من يملك نسخة من الكتاب المقدس من غير رجال الكهنوت ومن تصرح لهم الكنيسة بذالك يعرض نفسه لمسائلة محاكم التفتيش.
من الواضح أن تناقص اعداد سكان أوروبا والمسألة الديمغرافية ليست مشكلة المسلمين بل هي بسبب المرض وكذالك الحروب التي يخوضونها بين بعضهم البعض خصوصا حرب الثلاثين عاما وحرب المائة عام  الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.
المشكلة التي نواجهها نحن المسلمون وعلينا أن نعترف بها بكل صراحة ووضوح هي أن جميع النماذج التي قدمناها بعد إنتهاء عصر الخلفاء الراشدين كانت فاشلة وغير مشجعة بداية من الدولة الأموية ثم العباسية ثم عصور التفكك وحكم العبيد والخصيان والدولة العثمانية وهي كلها نماذج قامت على نظرية التفوق العرقي والسياسي لفئة مسلمة على حساب فئة وهو ماينافي ويعاكس المبدأ الذي قام عليه الإسلام بالمساواة بين المسلمين ولذالك لم تدم تلك النماذج وإنهارت بطريقة خلدت في التاريخ ببشاعتها ودمويتها. حتى في واقعنا المعاصر لم نقدم غير نماذج فاشلة جعلت تطبيق فكرة الحكم الإسلامي غير مشجعة رغم نقائها في الجوهر وديناميكيتها وقابليتها للتكيف مع كل الأزمان وكل ذالك سبب سوء التطبيق. الصومال, الشيشان, كوسوفو, أفغانستان هي نماذج تحليل أسباب فشلها يتلخص في جملة واحدة(كانت فاقدة لجوهر الإسلام والذي يمكن تلخيصه في ثلاثة كلمات, الرحمة والمساواة والعدل).
الغربيون يسألون أسئلة مثل هل لدى المسلمين حساسيات من مبدأ أو مفهوم المجتمعات الحرة؟ هل تستطيع الدول الغربية أن تقوم بحل مشكلتها الديمغرافية بواسطة الهجرة الإسلامية بدون أن تتغير هويتها العلمانية الديمقراطية؟ ماهو التغيير الذي سوف يطرأ على الدول الأوروبية في مجال الفن والثقافة والبحث العلمي والطب في حالة تحولت إلى دول إسلامية أو أن نسبة مؤثرة من السكان من المسلمين؟ ماهو مصير الإتحاد الأوروبي وهل سوف يتحول للإتحاد الإسلامي؟
الأمريكيون يسألون ماهو مدى التأييد الذي سوف تتمتع به الولايات المتحدة في الأمم المتحدة من قبل دول أوروبية نسبة كبيرة من سكانها من المسلمين؟ هم يزعمون أنه من الأن هناك معارضة كبيرة داخل الأمم المتحدة لسياسات الولايات المتحدة. كيف سوف تنظر المحكمة العليا ي أحد الولايات الأمريكية لقضية مرفوعة امامها بخصوص زواج الشاذين جنسيا إذا كان 3 من قضاتها الخمسة هم من المسلمين؟
التشويه الذي أحدثه المسلمون في الغرب للإسلام بتصرفاتهم وإفتعالهم المعارك الجانبية على أمور ليست بذات أهمية بل وهناك خلاف عليها حتى داخل البلدان الإسلامية وهي لب المشكلة فهم يقدمون نماذج سيئة للمسلم. قضية الحجاب أم النقاب هي إحدى تلك المشاكل خصوصا في فرنسا والأن وصلت المشكلة للمحكمة الكندية العليا حيث تصر بعض المنقبات على أداء قسم اليمين لحصولهم على الجنسية الكندية وجواز السفر الكندي وهم يرتدون النقاب. رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر رفض حكم إحدى المحاكم المحلية بأحقية النساء بإرتداء النقاب في تلك الحالة وقام بالإيعاز إلى المدعي العام الكندي بتصعيد القضية إلى المحكمة العليا والتي حكمها يعد نهائي وغير قابل للإستئناف.
في فرنسا تم تحريم إرتداء الرموز الدينية على المسلمين والمسيحيين واليهود وجميع أتباع الديانات الأخرى داخل المؤسسات الحكومية والتعليمية ولكن المسلمين يصرون على مبدأ خالف تعرف.
قضية الجزائري الياس حجاج الذي سببها قيادة إحدى زوجاته السيارة بالنقاب بالمخالف من القانون وحيث أن التحقيقات قادت السلطات الفرنسية إلى أنه متزوج من أربعة نساء يحصلن على إعانات حكومية ومساكن خاصة بهم بصفتهم امهات عازبات بينما الحقيقة غير ذالك وأنه يقوم بتأجير المنازل ويسكن جميع الزوجات واولادهم في أحدها وأنه يمتلك مشاريع تجارية مثل ملحمة ومحل بقالة ومشاريع أخرى بالأموال التي تحصلها من الإحتيال على أنظمة الرعاية الإجتماعية الفرنسية. وحتى يزيد الياس حجاج الطين بلة زعم أنه متزوج من إمرأة واحدة والنساء الثلاثة الأخريات هم خليلات على مبدأ ماملكت أيمانكم وبما تسمح به الشريعة الإسلامية.
حاولت في هاذا الموضوع أن أبتعد عن تقديم رأي شخصي ما إستطعت وحاولت أن أحلل فيه موقف الطرفين والأسباب التي تقف وراء تلك المواقف وخصوصا الطرف الغربي. لم ولن أكون مؤيدا للأسباب التي تبرر للحكومات الغربية إضطهاد المسلمين أو تبرر تلك النوعية من المواقف مثل حرمان مهاجر متزوج من إمرأة فرنسية من الجنسية لأنه لا يسمح لزوجته بالذهاب إلى بركة السباحة ففي الكثير من الدول الغربية هناك نساء غربيات يفضلن الذهاب إلى نوادي رياضية أو حمامات سباحة تخصص ساعات للنساء وفي مدن لا يوجد فيها نسبة مؤثرة من المسلمين. كما أنني أدين تصرفات ذالك الجزائري فالتعدد في الإسلام له شروطه وأهمها الكفائة المالية للإنفاق على أكثر من زوجة وليس من شروط التعدد بحسب علمي أن تلك الكفائة المالية عن طريق الإحتيال على أنظمة الرعاية الإجتماعية.
كما أن ردة الفعل على الرسوم المسيئة او الفيلم المسيئ أو وضع القرأن بمراحيض معتقل جوانتانامو لا تكون بالقتل والتفجير وحرق الإنجيل والإنحدار إلى ذالك المستوى العنفي فتلك أفعال لا تنبع من عشوائية بل هي تخطيط مدروس لإحداث ردة فعل تكون محسوبة بعناية والإستفادة منها لتمرير أجندات معينة في بلدانهم والبلدان العربية والإسلامية بالمجمل. علينا أن نعترف أننا فشلنا في إمتصاص الصدمة الناتجة عن تلك الأفعال وفشلنا في أن نوضح للغربيين السبب للمكانة العالية التي يتمتع بها النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وسبب إستياء المسلمين من تلك الأفعال وفشلنا في إستغلال القانون لوقفها وفشلنا في تكوين لوبيات ضغط فاعلة كاللوبيات التي تمثل جاليات مختلفة في الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى وتهتم فعليا بمصالح تلك الجاليات وليست كالجمعيات المؤسسات الإسلامية التي لا تكون ناجحة إلا في حالة كان المناسبة حفلات شواء في الهواء الطلق وحفلات عداء او عشاء يتم دعوة الغربيين إليها لملئ بطونهم فيقتنعون بأننا أمة وسطية ومتسامحة.
إذا كان رأينا نحن المسلمين أن الديمقراطية الغربية فشلت في تقديم الحلول المناسبة للمشاكل التي تعاني منها الدول الغربية فهل نحن نجحنا بتقديم شعار الإسلام هو الحل ووضعه موضع التطبيق؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية



Wednesday, February 25, 2015

هل من الممكن أن تستخدم الصين القوة العسكرية لحماية مصالحها النفطية؟

للإجابة على ذالك السؤال الذي هو عنوان للموضوع علينا أن نتذكر أن الصين ليس لديها تاريخ من التدخل العسكري في شؤون الغير بل أنها كانت معرضة دوما للتدخل والغزوات من قبل دول مثل اليابان بينما أمريكا على سبيل المثال لا تتردد في التدخل العسكري في حال شعرت أن مصالحها أو مصالح شركاتها العملاقة مهددة, وسواء كانت تلك الشركات نفطية أم غير نفطية لا فرق.
تاريخ الولايات المتحدة حافل بعمليات التدخل العسكري المباشر أو تدبير الإنقلابات العسكرية في بلدان معينة مثل جواتيمالا الذي تم تدبير إنقلاب على رئيسها المنتخب ديمقراطيا جاكوبو أربينيز لأن تصرفاته هددت مصالح الشركات الأمريكية ومصالح أمريكا كدولة حيث سعى للحد من سيطرة شركة الفواكه المتحدة على أراضي ومقدرات جواتيمالا حيث كانت تمتلك ٤٢% من أراضي جواتيمالا وكامل السكة الحديد وشركة الكهرباء والتلفون والتلغراف. وقد ذكرت موضوع إنقلاب جواتيمالا كدليل على أن النفط ليس هو السبب الوحيد الذي من أجله يتم تدبير الإنقالابات والتدخلات العسكرية فهناك أيضا بنما وجرينادا, فمن باب أولى أن تتدخل لضمان إستمرار تدفق الذهب الأسود. وبسبب حساسية أمريكا تجاه تناقص إمداداتها من النفط فقد تقوم بمحاولة التدخل في فنزويلا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لضمان عودة تدفق النفط الفنزويلي إلى مستواه الطبيعي.
السؤال هنا وماذا عن الصين؟
الجواب في أن الصين سوف تضطر قريبا للتخلي عن سياسة الرجل اللطيف أو السيد اللطيف إذا أرادت حماية مصالحها خصوصا النفطية حيث لم يعد يخفى على الجميع أن الصين قد زادت إنفاقها العسكري وأنها تمتلك حاملة طائرات وتعمل على إمتلاك المزيد منها وسوف تجد نفسها في مواجهة الند بالند مع من يهدد مصالحها حتى لو كان الولايات المتحدة نفسها.
في أمريكا لايوجد أحد يدرك أهمية النفط وضمان إستمرار التزود به أكثر من البنتاجون حيث أن الجيش الأمريكي يستهلك ٣٥٠ ألف برميل من النفط يوميا ويعد أكبر مستهلك صناعي للنفط في العالم إذا نظرنا للجيش الأمريكي بصفته كمشروع مستهلك للنفط. كما أن التاريخ أثبت أن أعتى وأقوى جيوش العالم قد يتسبب تناقص الإمدادات النفطية في هزيمتها كما حصل مع الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية وخصوصا في معركة الأردين حيث تسبب نقص الوقود في توقف الدبابات الألمانية عن العمل وسهولة تدميرها من قبل جيوش الحلفاء.
إذا قمنا بحساب المركز الذي تحتله القوات المسلحة الأمريكية كمستهلك للنفط على أساس كونها دولة مستقلة فسوف تحتل المركز ٣٨ تسبقها السويد والقوات الجوية الأمريكية لوحدها تستهلك ٢.٥ مليار جالون في السنة من الوقود. إن أي تقلب في سعر الوقود بمدى عشر دولارات أمريكي لبرميل النفط سوف يكبد ميزانية القوات المسلحة الأمريكية ١.٣ مليار دولار تضاف إلى عجز الميزانية الأمريكية المتزايد.
هناك بديل قد يكون متوفرا محليا وهو الوقود الحيوي من نباتات مثل الذرة وفول الصويا ولكن سعر الجالون قد يبلغ ٣٥ دولارا أمريكيا وهو يعادل عشرة أضعاف تقريبا سعر الغالون من وقود الطائرات المستخرج من النفط.
إن التقلبات في أسعار النفط وتجاوزها حاجز مائة دولار قد تشكل أخبارا سارة لدول مصدرة للنفط كفنزويلا والمملكة العربية السعودية والكويت ولكنها بالتأكيد العكس بالنسبة للدول المستوردة للنفط مثل الولايات المتحدة والصين. هناك أيضا تزايد في إستهلاك الغاز ومحاولة إحلاله محل النفط ولكن لا يمكن ذالك بشكل كلي وروسيا لديها إحتياطيات ضخمة من الغاز تحاول بواسطتها أن تمد نفوذها لأوروبا التي تعد مستهلكا رئيسيا للغاز الروسي. ألمانيا أعلنت عقب كارثة مفاعل فوكوشيما في اليابان أنها سوف تكون دولة خالية من المفاعلات النووية سنة ٢٠٢٢ مما رسم إبتسامة واسعة على وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأن ذالك معناه إزدياد إعتماد ألمانيا على الغاز الروسي الذي يشكل نسبة ١\٣ من واردات ألمانيا من الغاز خصوصا عبر خط أنابيب نورد ستريم (Nord Stream) والذي يعد الأطول في العالم ويمتد مسافة ١٢٠٠ كم تحت بحر البلطيق بين مدينتي فيوبرغ (Vyborg) الروسية وجريسفوالد (Greifswald) في شمالي ألمانيا
إن التغيير الذي شهدته السنوات الأخيرة على مشهد بيع وشراء النفط هو تزايد تحكم الشركات الحكومية في كميات متزايدة من النفط مما يترك كميات أقل لتداولها في السوق الحر. شركات مثل أرامكو السعودية, روزنيفت, شركة نفط الهند, سينوبك وشركة النفط الصينية تعد لها وزنها وتأثيرها الذي لايمكن تجاهله في سوق صناعة النفط.شركات النفط الحكومية في الصين والهند لديها عقود طويلة الأجل مع شركة نفط أرامكو السعودية والصين تجاوزت الولايات المتحدة كأكبر مستورد للنفط السعودي مما يؤدي إلى زيادة تمتين العلاقات بين السعودية وكل من الصين والهند. إن إزدياد معدل التبادل النفطي بين شركات النفط الحكومية سوف يؤدي إلى تشعب شبكة من العلاقات بين تلك الشركات وبالتالي بين الدول التي تتبع لها تلك الشركات مما سوف يؤدي إلى نشوء تحالفات بين تلك الدول تتمحور حول تأمين طرق إمداد النفط ومصادره أكثر مما تتمحور حول العلاقات السياسة أو الإقتصادية.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

Sunday, February 22, 2015

هل سوف تبتلع عصا الرئيس السوري بشار الأسد ثعابين المعارضة السورية؟

صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق زبغنيو بريجنسكي بأن سياسة بلاده تجاه سوريا كانت خاطئة وأن الرئيس السوري بشار الأسد مازال متمتعا بدعم الشعب السوري سواء أعجب ذالك واشنطن أم لم يعجبها. ولمن لا يعرف من هو زبغنيو بريجنسكي فأحب أنه أقدم له تعريفا بسيطا في جملة واحدة; هو المؤسس لتنظيم القاعدة والأب الروحي لأسامة إبن لادن.
تقارير غربية وإخبارية تنزل على رؤوس المعارضة السورية ومؤيديها كزخ المطر في ليلة شتاء عاصفة أن الرئيس السوري باقي في منصبه وأنه مازال متمتعا بقاعدة دعم شعبية واسعة وأن الجيش العربي السوري مازال متمتعا بقوته وعافيته ويتحرك وفق خطة دقيقة ومدروسة بعناية وأن المعارضة السورية فقدت الكثير من مؤيديها والكثير من الأراضي التي سيطرت عليها في بداية الأحداث وأن وجودهم إنحصر في بعض الجيوب في حلب وبعض مناطق ريف دمشق. حتى أن رجل الأعمال السعودي صالح الكامل مدح الرئيس السوري ووصفه بأنه رجل عاقل.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن الكذب رافق المعارضة السورية منذ بداية الأحداث في درعا والتي زعموا فيها إعتقال خمسة عشرة طفلا وتعذيبهم وقلع أظافرهم وتهديد أهالي الأطفال بهتك أعراضهم وأنهم ليسوا رجالا بدون دليل ولا حتى صورة ولا فيديو للأطفال الأبرياء الذي أرسلهم أهاليهم لكتابة شعارات يسقط النظام على جدران المدينة. كل ذالك يذكرني بالفبركات الإعلامية التي رافقت محاولات الحكومة الأمريكية والرئيس الأمريكي وودرو ويلسون إيجاد قاعدة تأييد شعبي لدخول القوات الأمريكية رسميا الحرب العالمية الأولى فقاموا بالترويج والدعاية لإغراق الباخرة لويستانيا كما قام حملة دعائية ركزت على الفظائع المزعومة التي يرتكبها الجنود الألمان في المناطق التي يسيطرون عليها, فهم يدفنون ضحاياهم في مقابر جماعية ويغتصبون النساء ويقتحمون المستشفيات لينتزعوا الأطفال حديثي الولادة والخدج من الحضانات ويقومون برميهم على الأرض بعنف مما يؤدي لتحطم جماجمهم وتهشمها.
المكاتب الإعلامية العالمية وخبراء الحرب النفسية الذين يقبضون أجورهم بالعملة الصعبة خبراء في تلك النوعية من الحرب الإعلامية وإذا كان هناك إنتصارات إعلامية مؤقتة تم إحرازها فهم من يعود لهم الفضل في ذالك وليس العنصر العربي الثورجي فالأمة العربية أمة لا تقرأ.
تعذيب الأطفال وقلع أظافرهم, مقابر جماعية, حمزة الخطيب, براميل متفجرة, النظام يقتل الأطفال, الجنود السوريون يغتصبون النساء حيث تظهر في فيديو إمرأة يغطيها السواد بكاملها وهي تحمل مصحفا لتحلف أن جنود النظام إغتصبوها. كل تلك الفبركات كأفاعي السحرة التي إبتلعتها عصا موسى حيث سارع الإعلام الحكومي السورية إلى التحرك بفاعلية وتفنيد كل تلك الكذبات السخيفة.
هناك الكثير من الأسطوانات الأخرى التي تحاول المعارضة السورية ان تسمعها للجماهير المتعطشة لكل ماهو جديد مثل أن الرئيس السوري يقيم على متن بارجة حربية روسية في طرطوس أو أن أسرته تعيش خارج سوريا أو أن شقيق الرئيس السوري العميد الركن ماهر الأسد قتل في تفجير مبنى الأمن القومي أو أن زوجة الرئيس السوري السيدة أسماء الأسد تتسوق من الخارج بألاف الدولارات وأن الرئيس السوري يستخدم إيميل مجاني مثل هوتميل وياهو كما تروج محطة العربية أو أن احدهم إخترق إيميل الرئيس السوري الخاص بعد منحه إياه من قبل أحد المسؤولين في مكتب الرئاسة من أجل إرسال موضوعات للرئيس السوري تحذره من الويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يترك الحكم كما ذكرت السي إن إن. تلك المحطة الأمريكية التي يستحي الشيطان من الكذب الذي تمارسه لملمت أغراضها وتواجدها الميداني في سوريا بعد فضيحة تورطها مع الثورجي خالد أبو صلاح وهو فلسطيني مقيم في سوريا بحرق أنابيب مصفاة النفط في حمص وفضيحتهم وهم يفبركون الفيديو وكذالك فضيحة مجزرة الرستن المفبركة والتي كان بطلها ذالك الثورجي القابض على ميكروفون بيد وحزمة دولارات باليد الأخرى. وكا أنني لن أدخل في حسابي عشرات الفيديوهات التي تورطت فيها قنوات الجزيرة والعربية وغيرهم من قنوات الفبركة والدجل حيث تبين أن تلك الفيديوهات ملفقة فتم إلقاء اللوم على عناصر مندسة وشبيحة تقوم بتمرير تلك الفيديوهات للقنوات لنشرها على إعتبار أنها مجازر أو إطلاق نارعلى متظاهرين.
الرئيس السوري يمتلك ثروة تقدر 70 مليار دولار تذكرني بقصة مضحكة عن إمتلاك الرئيس المصري السابق حسني مبارك 70 مليار دولار, صدفة أليس كذالك. المحطات الإخبارية تنسخ نفس الرقم ولكن ألم تتسائلوا عن السبب؟ الرئيس الروسي بوتين يمتلك 200 مليار دولار وهو أغنى رجل في العالم, تخيلوا أنه أغنى من سلطان بروناي حسب بعض المحطات الإخبارية الأجنبية. نفس تلك المحطات لم تقدم دليلا على صحة كلامها وكذالك لا نسمع منها خبرا ولو من باب رفع العتب عن فضائح شركة هاليبرتون الأمريكية في العراق والتي كان ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي يحتل منصب رئيس الشركة. لم نسمع في تلك المحطات عن العلاقة بين أسرة الرئيس الأمريكي بوش الأب وبوش الإبن بأسرة أسامة إبن لادن وكيف أنه تم إستصدار إذن خاص عند حصول أحداث سيبتمبر لطائرة تقل أفراد أسرة إبن لادن في الولايات المتحدة لمغادرتها رغم أن حركة جميع الطائرات في الولايات المتحدة كانت متوقفة بموجب أمر رئاسي.
ولكن من يقومون بعبئ مايطلقون عليه إسم ثورة في سوريا يتميزون بأمرين مهمين وأنا هنا أذكرهما للأمانة وحتى لا يتم إتهامي بأنني أبخس أحفاد تشي جيفارا السوريين حقهم. الأمر الأول عشقهم لتصدر وسائل الإعلام حتى لو كان عبر فضائح جنسية يندى لها الجبين مثل فضيحة الملازم عبد الرزاق طلاس وفضيحة أبو جعفر الحمصي المغربي وكأن حمص عاصمة فضائح الثورة السورية المزعومة كما أن إدلب تحتل المركز الثاني بعد حمص من حيث الفضائح الجنسية لقادة المعارضة العسكريين منهم إمام مسجد ومن قادة المعارضة المسلحة ضبط وهو يمارس زنى المحارم مع حفيدته.
الامر الثاني هو عشقهم للسفر وحبهم لتذوق الحياة الفخمة الرغيدة في فنادق خمسة نجوم في مدن أوروبية وتركية حيث تعقد مؤتمراتهم والتي تبدأ بلعن نظام الرئيس السوري وتنتهي بلعن أنفسهم وتبادل الشتائم والإتهامات بالتخوين والعمالة وخيانة ثورتهم المزعومة.
معاذ الدين الخطيب(الحسيني) كان رئيسا للمجلس الوطني السوري هو حفيد تاج الدين الحسيني(سني) وهو مفرط التعاون مع فرنسا كما وصفته ماري ويلسون في كتابها(الملك عبدالله, بريطانيا وتأسيس شرق الأردن). تتم في سوريا الأن محاولة صناعة تاريخ جديد بتغييب سيرة مناضلين وطنيين مثل صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو بإعتبارهم من الأقليات لصالح إبراز شخصيات مثل معاذ الدين الخطيب(الحسيني) وبرهان غليون وعبد الباسط السيدا الذي كان يعيش قبل ذالك في السويد عاطلا بدون عمل وجورج صبرا الشيوعي الذي أشهر إسلامه والله أعلم بالنيات. حاجي مارع قائد لواء التوحيد في حلب وكافة قادة لواء التوحيد من قبله من الرموز الثورية المعروفة وخصوصا في تفكيك مصانع حلب وبيعها لتجار أتراك وكذالك سرقة القمح من صوامع الدقيق وبيعه في تركيا ولو كان أحدهم عنده ذرة عقل لقاموا بالسماح لتلك المصانع بالعمل وجمعوا ضريبة من أصحابها أفضل لهم من الشحادة خصوصا على أبواب أوردوغان, ولكنهم معارضة هدم وليسوا معارضة بناء.
سياسة التخوين هي ما تميزت به المعارضة السورية حيث يتم رمي كل من يخالفهم الرأي بالخيانة وأنه شبيح وعميل للنظام ويتم إصدار قوائم العار والغار وتحولت التنسيقيات إلى مايشبه العصابات لإغتيال كل من يخالفهم الرأي وتم وضع أسماء أشخاص بصفتهم مستهدفين وعواينية بينما الحقيقة أن السبب وراء ذالك هو مجرد خلافات شخصية. الخلافات بين المعارضين السوريين إنتقلت إلى أرض الواقع حيث إقتتل المعارضون وذبحوا بعضهم البعض حيث كان قتالهم لبعضهم البعض أشد ضرواة من قتالهم للجيش العربي السوري.
خبرء الحرب النفسية ومكاتب الدعاية الأجنبية والخبراء الذين يعملون فيها يقومون بترويج الكذب والنفاق وأمثال خالد أبو صلاح وغيره ليسوا إلا دمى متحركة تنفذ الأوامر, وبالتالي ليس من المستغرب أن نجد تركيز الإعلام على مايسمى البراميل المتفجرة بينما يتم تجاهل مايسمى مدافع جهنم والتي تقوم المعارضة السورية برمي عشوائي على مناطق المدنيين والتي تقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري والضحايا من المدنيين. مجزرة مدرسة عكرمة المخزومي في حمص ومستعمرة بني زيد التي تقوم برمي عشوائي بالهاونات على المناطق المجاورة ومحاولات إغراق المناطق ذات الكثافة السكانية المسيحية خصوصا في دمشق بالمفخخات والقنابل الموقوتة والهجوم البربري الهمجي على معلولا وماقامت به كتائب الفاروق في حمص وخصوصا في المناطق المسيحية يدخل في خانة النفاق الإعلامي والرياء الكاذب التي يديره تفاصيله اليومية غرف عمليات يعمل فيها أولئك الخبراء.
المعارضة السورية المعتدلة هي كذبة سخيفة أخرى تقوم بترويجها غرف عمليات يديرها خبراء الحرب النفسية والإعلامية وذالك لتبرير تسليح تنظيمات مثل جبهة النصرة وداعش حيث تمطر السماء سلاحا على داعش في العراق تقوم برميه طائرات مجهولة وتتلقى جبهة النصرة إمدادت سلاحها عن طريق الحدود الأردنية وداعش هي صناعة تركية\أمريكية بإمتياز تسيطر على المعابر الحدودية مع تركيا ويتجول أعضائها في المدن التركية بكل أريحية وبلباسهم الذي يحمل شعاراتهم على مرأى وبصر الأجهزة الأمنية التركية. مفهوم المعارضة المعتدلة هو مفهوم مطاطي تم تصميمه للتلاعب الإعلامي فهل إلقاء موظفي البريد في مدينة الباب في حلب من سطح المبنى وإلقاء الأشخاص من نوافذ المباني يعد من الأعمال المعتدلة؟ هل إعدام الأشخاص رميا بالرصاص بدلا من قطع رؤوسهم يعد عملا معتدلا؟
المضحك المبكي في الأحداث السورية هو الإسم الذي أطلق عليها, الثورة السورية على بشار الأسد. حيث تقوم وسائل الإعلام وتصور السوريين الثائرين وكل ذالك للإستهلاك الإعلامي بينما الخلفية هي شيشان, ليبيين, عراقيين, أفغانيين, تونسيين, مغاربة, طاجيكستان, أوزبكستان, ألمان, سويديين, دانيمركيين وأكثر من 80 جنسية في سوريا والسوريين هم أخر من يعلم فيما يوصف بأنه أكبر بازار جهادي أمريكي منذ الحرب على الجيش الروسي في أفغانستان. فهل من المفترض أن يترك الرئيس السوري كرسي الحكم في سوريا لحفيد العميل الفرنسي تاج الدين الحسيني أم عاطل عن العمل جلبوه من السويد أم لفيلسوف فرنسي من السوربون صديق شخصي لبرنارد هنري ليفي ومتهم بالإسائة للدين الإسلامي أم لزهران علوش الذي لم يكمل تعليمه الإعدادي؟ أو من المفترض أن يترك كرسي الحكم في سوريا لعبد الحكيم بلحاج أو مهدي الحاراتي؟ أو لأحد الشيشانيين أو الأفغان؟ لماذا من المسموح للمعارضة السورية أن تستجلب مرتزقة من أكثر من 80 دولة ومن غير المسموح للجيش السوري الإستعانة بحلفائه وأصدقائه الذين تجمعه معهم مصالح مشتركة يمكن تلخيصها بعبارة(نكون أو لا نكون).
وبعد كل ذالك يأتي من يقوم بتشغيل الأسطوانة المشروخة أن أيام الرئيس الأسد معدودة مع أنهم جميعا رحلوا وبفضائح فهيلاري كلينتون تتعرض للإستجواب فيما يتعلق بالهجوم على السفارة الأمريكية في ليبيا ومقتل السفير الأمريكي ونيكولاي ساركوزي معرض للمحاكمة بفضائح فساد وأوباما نفسه مشغول بفضيحة كيف ان إبنته حامل من أحدهم رغم أنها مازالت قاصر ومن هو الذي تحلى بكل تلك الجرئة وإخترق كافة الحراسات الأمنية حول أسرة الرئيس وقام بفعلته النكراء؟
تلك الأسطوانة المشروخة لا تماثلها إلا أسطوانة مشروخة مثل أن تنظيم داعش صناعة سورية على الرغم من أن عناصره يتجولون بحرية في المدن التركية ويتلقون الإمدادات عبر الحدود مع تركيا ويعالجون جرحاهم في المستشفيات التركية, وإسطوانة مشروخة أخرى أن الجيش العربي السوري يعمل كشرطي حدود لدولة الكيان الغاصب-إسرائيل على الرغم من أن المعارضة السورية والعديد من رموزها صرحت جهارا نهارا أن إسرائيل ليست عدوة لنا وجبهة النصرة تعالج جرحاها في مستشفيات إسرائيلية وأردنية وبالتالي فقد تحولت من إرهابية إلى معتدلة وإلا لم تكن يسمح لهم من قبل جيش الكيان الغاصب بالتواجد بالقرب من السياج الفاصل في الجولان بكامل عتادهم الذي زودتهم به أمريكا وإسرائيل نفسها.
كل ذالك ألاعيب إعلامية وبطولات تويترية وقصص فيسبوكية وعلى أرض الواقع فإن حمص خرجت من المعادلة وحلب تم قطع الطريق الحيوي لإمداد المعارضة والذي يصل بتركيا وصارت مسألة إعلانها مدينة أمنة مسألة وقت والجيش العربي السوري يتقدم في ريف المدينة وحرستا وجوبر في مراحلهم النهائية ودوما محاصرة ومن يوجد فيها من المعارضة المسلحة تحاول حفر نفق للهروب لعل وعسى محاولات قصف العاصمة بالصواريخ في بداية أوقات دوام المدارس بمختلف مراحلها قد تفتح لهم ثغرة ولكن عبث ومخيم اليرموك مغلق من كافة جوانبه.
الرئيس السوري بشار الأسد أثبت وبدون جدال أنه لاعب سياسي ماهر أدار الأزمة كل تلك السنين بنجاح وحافظ على أعصاب حديدية والمعارضة السورية أثبتت وبكل جدارة أنها غير جديرة بأن تحكم ليس سوريا بل حتى حارة الضبع في مسلسل باب الحارة وأن أعصابها إنهارت من الأسابيع الأولى بسبب الصمود الأسطوري للجيش العربي السوري على الرغم من كل المزاعم الكاذبة بإنهياره وأن قوات المعارضة تسيطر على 70% من سوريا ورغم ذالك فإن مقر مجلسهم في إسطنبول وليس سوريا وحتى عندما يزورونها عابرين من الحدود التركية أو الأردنية بحماية مرتزقة الشركات الأمنية الأجنبية, فإنهم يفعلون ذالك كلصوص الليل يأتون سريعا ويغادرون بأسرع مما قدموا.
هل كان سحرة المعارضة السورية يظنون أن ثعابينهم وخدعم سوف تنطلي على الرئيس السوري؟ ذالك سؤال أجابت عنه الأيام.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Saturday, February 21, 2015

نهاية العالم كما نعرفه - كيف يتم توظيف العامل الديمغرافي إعلاميا لمصلحة الغرب؟

يستند الكثير من الباحثين الغربيين إلى العامل الديموغرافي في تبرير مخاوفهم من أسلمة أوروبا أو تحويلها إلى مايطلق عليه أوروبيا. معدل الخصوبة للأسرة الواحدة هو جوهر مشكلة العامل الديمغرافي وهناك الكثير من الأمثلة من دول أوروبية أذكرها لكم على النحو التالي: فرنسا 1.8, بريطانيا 1.6, اليونان 1.3, إيطاليا 1.2, إسبانيا 1.1. إجمالي معدل الخصوبة في أوروبا هو 1.38 مولود لكل أسرة.
بالرجوع إلى الفيلم الشهير الذي حذر من إنتشار الإسلام في أوروبا يذكر أنه حتى تحافظ أي حضارة على إستمرارها لمدة 25 سنة فيجب عليها أن تحافظ على معدل ولادة 2.11 مولود للأسرة الواحدة وإلا فإن تلك الحضارة سوف تبدأ بالإختفاء تدريجيا. كما أنه لم يسجل أن أي حضارة بنسبة مواليد تبلغ 1.9 مولود للأسرة الواحدة قد تمكنت من عكس تلك النسبة وتصحيحها. أي حضارة بمعدل خصوبة يبلغ 1.3 أو أقل سوف يلزمها 80-100 سنة لتصحيح ذالك الوضع ولايوجد أي نموذج إقتصادي يستطيع المحافظة على أي حضارة قائمة لتلك الفترة الزمنية.
الحكومة الألمانية(مكتب الإحصائيات الفيدرالية الألمانية) قد صرحت رسميا بأن ألمانيا سوف تتحول إلى إمارة إسلامية بحلول سنة 2050 وفي عدد من البلدان الأوروبية فإن 50% من المواليد الجدد يولدون لأسر مسلمة.
في بلجيكا هناك أحزاب إسلامية خرجت إلى العلن مؤخرا وأعلنت أنها سوف تشن حملات للمطالبة بحكومة إسلامية. وفي بريطانيا والتي إرتفع عدد سكانها المسلمين من 82 ألفا إلى 2.5 مليون خلال الثلاثين سنة الأخيرة, هناك 85 محكمة إسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية وتعمل خارج إطار القانون البريطاني. في إيطاليا سنة 2050, 60% من الإيطاليين سوف يكونون بدون أخوات أو إخوة أو أشقاء من ناحية الأب(أعمام) أو شقيقات من ناحية الأم(خالات). كما أنه هناك إستنفار غربي وفرنسي بشكل عام بسبب نسبة اللاعبين المسلمين في المنتخب الفرنسي الوطني لكرة القدم.
السويد من الممكن دراستها كمثال أكثر وضوحا على المشكلة من وجهة نظرهم لأن شعبها حافظ على نقائه العرقي لفترة زمنية طويلة حيث شكل المناخ القاسي في السويد وظروف التباين بين ساعات النهار والليل عاملا غير مشجع على الهجرة إليها. كانت نسبة السكان الأصليين إلى المهاجرين في فترة زمنية قبل أكثر من ثلاثين سنة هي 99% - 1% ولكن ذالك تغير حاليا إلى 75% - 25%. العاصمة السويدية تعد أكثر عاصمة في العالم تحتوي على أسر مؤلفة من فرد واحد(يافعين - أفراد بالغين غير متزوجين أو بدون علاقات عاطفية) مما يعني تغلبة العنصر الإسلامي على تلك النوعية من الأسر. كما ان السويد حسب مزاعمهم تشهد إرتفاعا غير مسبوق في نسبة الجرائم والمشاجرات في الشوارع وخصوصا حالات الإغتصاب حيث تسجل حالة كل ساعتين. زعماء الأحزاب القومية والمنتمون لها يعانون في السويد من تكميم الأفواه ويتم طرد بعضهم من اعمالهم ويتعرضون للضغط من قبل المنتمين للأحزاب السويدية المؤيدة للهجرة والمهاجرين المسلمين ويتم الترويج بأن السويد سوف تتحول إلى إمارة إسلامية بحلول سنة 2049.
وإذا إبتعدنا قليلا عن أوروبا وقمنا بالنظر إلى المشكلة الديمغرافية في بلدان مثل كندا والولايات المتحدة ولنبدأ بكندا فإن معدل الخصوبة هو 1.6 وعلى الرغم من ذالك فإن عدد سكان كندا قد إزداد 1.6 مليون شخص بين سنتي 2001-2006 ويرجع الفضل بأكثر من 60% من تلك الزيادة إلى الهجرة والإسلام بعد الدين الأسرع إنتشارا في كندا.
معدل الخصوبة في الولايات المتحدة بدون حساب الهجرة من أمريكا اللاتينية هو 1.6 ويصل إلى 2.11 إذا أدخلنا عدد المهاجرين من تلك الدول خصوصا المكسيك وهي الحد الأدنى للحفاظ على أي حضارة من الإنقراض. سنة 1970 فقد كان عدد المسلمين في الولايات المتحدة 100 ألف بينما في سنة 2008 بلغ عددهم 9 ملايين ويتوقع وصل ذالك العدد إلى 50 مليون مسلم سنة 2035.
حتى القضية الفلسطينية لم تسلم من تحليلاتهم وإسقاط البعد الديمغرافي عليها حيث يرجعون السبب في عدم إنتهاء المشكلة إلى الأن هي ان جميع الحلول المقترحة لم تأخذ في الحسبان أن متوسط العمر في قطاع غزة مثلا هو 15.8 بالإضافة إلى التكدس السكاني وإرتفاع نسبة البطالة وإنعدام الفرص بالنسبة لذالك الجيل وكذالك وسائل الترفيه.
أحد جوانب المشكلة هي عدم إنصاف الإعلام الغربي للمسلمين وعدم تناول المشكلة من كافة جوانبها وسماع كافة وجهات النظر وتحليل الأمور بطريقة منطقية. تجلى ذالك في أوضح صوره عند المقارنة بين حادثتي الهجوم على الصحيفة الفرنسية في باريس(شارلي إيبدو) وحادثة مقتل ثلاثة مسلمين في تشابيل هيل - كاليفورنيا حيث لا يفصل بين الحادثتين سوى أسابيع قليلة. الحادثة الأولى تم إعتبارها كونها إرهابية إرتكبها المجرمون الإرهابيون المسلمون بينما الحادثة الثانية إرتكبها مختل عقلي بسبب خلاف على أولوية الإصطفاف في موقف السيارات التابع للمجع السكني حيث يسكن المجرم والضحايا. السلطات المختصة في ولاية كاليفورنيا قام بالنفي بأن الحادثة هي جريمة كراهية وإعتبرها جريمة جنائية عادية بدون أن تبرر كيف يتم منح شخص مصنف على أنه مختل عقليا رخصة حمل سلاح ليس فقط داخل المنزل بل وخارجه حيث يتطلب الترخيص بحمل السلاح خارج المنزل فحوصات معينة والحصول عليه يعد صعبا نسبيا. الحادثة الأولى مازالوا إلى الأن يتناولونها إعلاميا وبشكل مكثف كأنها حصلت في اليوم السابق والمطلوب من كل مسلم الإعتذار عن حادثة تم إتهام مسلمين بها ولكن حامت حولها الكثير من الشبهات وأسئلة بقيت من دون إجابة.
مرتكب جريمة تشابيل-هيل في كاليفورنيا ملحد ومختل عقليا فماذا عن مرتكب مذبحة النرويج في 22 يوليو 2011؟ تلك الحادثة التي راح ضحيتها أكثر من 76 قتيل وعدد كبير من الجرحى تم إتهام المسلمين بها من قبل الإعلام الغربي في فترة زمنية قياسية أثار إستغرابي حيث كنت متابعا للأخبار المتعلقة بتلك الجريمة النكراء. مرتكب الجريمة في العاصمة النرويجية أوسلو يدعى  انديرس بيهرينج بريفيك(Anders Behring Breivik) وهو مسيحي متطرف والده يعمل دبلوماسي في العاصمة الفرنسية وليس مختلا عقليا ولم يتم توصيف الجريمة بالإرهاب أو أن مرتكبها إرهابي.
السلطات الكندية أعلنت وبتاريخ 15-02-2015 أي منذ فترة أسبوع أنهم قبضوا على مجموعة من المختلين عقليا كانوا يخططون لإرتكاب مجزرة جماعية خارج مركز تجاري في مدينة هاليفاكس الواقعة في مقاطعة نوفاسكوتشيا وذالك في يوم عيد الحب. تخيلوا لو أنهم كانوا مسلمين؟ الحكومة الكندية لم تعلن أن تلك كانت عملية إرهابية لأن مرتكبيها ليسوا مسلمين ولو كانوا فهم ليسوا مخبولين بل إرهابيون وعلى كل مسلم يعيش في كندا الإعتذار عن تلك الأفعال. الإرهاب هو الإرهاب وليس له دين ولا ملة ولا مذهب ولا يعرف جنسا أو عرقا بشريا, تلك حقيقة لا جدال ولا نقاش فيها.
يتهمون المسلمين بأنهم السبب الرئيسي للأعمال العنفية في العالم في فلسطين, كشمير, تايلند, أفريقيا الوسطى, بورما, روسيا, نيجيريا وأندونيسيا وفي تايلند حيث يزعمون أن 10% من البوذيين في جنوب تايلند قد هجروا من منازلهم بسبب عنف المتطرفين المسلمين. المسلمون كلهم متهمون ولن تثبت برائتهم حتى لو كان المرتكبون لتلك الحوادث والجرائم عبارة عن حفنة مرضى نفسيين تم تخليقهم وتصنيعهم في معتقلات أبو غريب وبوكا وجوانتانامو وغيرها من السلخانات البشرية التي كان المحققون الأمريكيون يمارسون أبشع أساليب التعذيب والإستجواب منها الإيهام بالإغراق والكلاب البوليسية والتهديد بإغتصاب أحد نساء الأسرة امام السجين. كل الإتهامات للمسلمين بإثارة المشاكل يتم الإستناد في تبريرها على تفوقهم العددي وإرتفاع نسبة الخصوبة لديهم وكانت جيوش المسلمين بالملايين عندما أسقطوا الإمبراطورية الفارسية والرومانية وخاضوا معارك مثل مؤتة واليرموك والقادسية وحطين؟
أنا هنا لا أنفي أن هناك أفعالا لا تمت للإسلام بصلة منها جريمة خطف الطالبات المسيحيات في نيجيريا, هجمات بالي في أندونيسيا, مجزرة مدرسة بيسلان في روسيا وهجمات مترو الأنفاق في لندن ومدريد ولكن السؤال ماهو تعريف الإعلام الغربي للهجمات التي إرتكبتها جماعة يابانية متطرفة تدعى أوم شنريكيو ويرأسها أساهارا شوكو وذالك في مترو أنفاق طوكيو وبإستخدام غاز السارين؟ ماذا عن حادثة الهجوم على مباني حكومية فيدرالية في مدينة أوكلاهوما بتاريخ 14 أبريل 1995 بواسطة شاحنة مفخخة؟ هل المرتكبون لتلك الجريمة هم من المسلمين أم أن أسمائهم تيموثي مكفاي وتيري نيكولاس وأنهم ينتمون لمنظمة يمينية متطرفة؟ أليست إرهابية؟ أليس العمل الذي إرتكبوه يعد إرهابا؟ من وجهة نظر الإعلام الأمريكي هي جريمة جنائية إرتكبها يمينيون متطرفون ولكنهم ليسوا إرهابيين لأن الإرهاب صفة ملتصقة بالإسلام والمسلمين, ماركة مسجلة بإسمهم حصريا, وحتى لو قام الأمريكي بذبح عشرات من الأمريكيين فهو ليس إرهابي. كم جريمة إطلاق نار في المدارس والجامعات الأمريكية راح ضحيتها مواطنون أمريكيون وكان مرتكبوها مواطنون أمريكيون؟ هل تمت محاكمة مرتكبيها على أنهم إرهابيون أم مجرمون جنائيون؟ تخيلوا حادثة إطلاق نار في مدرسة أمريكية مرتكبها مواطن أمريكي أبيض وحادثة مماثلة في مدرسة مجاورة مرتكبها مواطن أمريكي أسود ونفس الحادثة في مدرسة أخرى يكون مرتكبها مواطن أمريكي مسلم ذو أصول عربية, تخيلوا ذالك وقارنو طريقة التعاطي إعلاميا مع كل من تلك الحوادث بطريقة منفصلة. هل سوف تنال جميعها تغطية متساوية وبنفس الزخم الإعلامي أم أن الحادثة التي يرتكبها مواطن أمريكي أبيض سوف يتم تمريرها سريعا وكخبر عاجل مقابل تكثيف التغطية الإعلامية لحادثة المواطن الأمريكي المسلم مقابل تغطية أقل للمواطن الأمريكي من ذوي الأصول الأفريقية. تخيلوا حجم التغطية الإعلامية لحادثة إطلاق النار على مدرسة أطفال حين يكون المتهم مواطن أمريكي مسلم ومن أصول أفريقية؟
أين العامل الديمغرافي في التفجير الذي حصل شارع وول ستريت في نيويورك بتاريخ 16 سيبتمبر 1920 بواسطة عربة يجرها حصان ومحملة بالديناميت وراح ضحية التفجير 39 ضحية ومئات الجرحى؟
أين العامل الديمغرافي في التفجر الذي حصل بتاريخ 24 أغسطس 1970 في جامعة ويسكونسن وقتل نتيجته أحد الباحثين في الجامعة؟
أين العامل الديمغرافي في التفجير الذي حصل بتاريخ 6 مايو 1981 في مراحيض محطة شركة بانام في مطار جون كينيدي في نيويورك؟ هل تعرفون من إرتكب تلك الجريمة؟ مجموعة القوات المسلحة للتحرير الوطني البورتوريكي القومية.
هناك عشرات بل مئات الأمثلة الأخرى على هجمات إرهابية تم إرتكابها في الولايات المتحدة ويرجع تاريخ بعضها إلى القرن التاسع عشر فمن إرتكبها؟ وأين كان العامل الديمغرافي ونظرية أن المسلمين يفرضون سطوتهم وإرهابهم على العالم بسبب تقوفهم العددي؟ وأنا هنا ركزت على الولايات المتحدة بإعتبارها تتزعم مايسمى الحرب على الإرهاب.
في فقرة سابقة من الموضوع ذكرت السويد وكيف أنه يتم إتهام المسلمين بأنهم السبب في زيادة نسبة جرائم الشوارع وحوادث الإغتصاب بمعدل حادثة إغتصاب واحد كل ساعتين فماذا عن دول مثل الولايات المتحدة؟ وماهو معدل حوادث الإغتصاب هناك؟ ومن هم مرتكبوها؟ وماهي نسبة جرائم الشوارع والجرائم العنفية وحوداث القتل؟ الجواب لمن يتابع الإعلام الأمريكي هو الأمريكيون الأفارقة أو يطلقون عليهم الملونون ويتحمل ذوي الأصول اللاتينية حصتهم من تلك الجرائم وذالك في نظر الإعلام المتحيز.
المهم في الإعلام الغربي هو تلميع صورة الرجل الأبيض وأنه لا يرتكب جريمة أو خطيئة ومن يتابع برامج تلفزيون الواقع الأمريكية وخصوصا تلك التي يتم تصويرها برفقة رجال الشرطة وهم يقومون بأعمالهم اليومية ودورياتهم يعرف معنى ذالك وكيف أنه يتم التركيزعلى الأمريكيين الأفارقة ويليهم ذوي الأصول اللاتينية.
الإعلام يلعب دورا في تهويل الأمور وتضخيم الأحداث وكما ذكرت في موضوعي السابق بعنوان(نهاية العالم كما نعرفه - 1 - الإسلاموفوبيا وأسلمة أوروبا) وذالك بهدف إحداث حالة من القلق الدائم للمواطن الغربي ودفعه للتسليم بالتنازل عن حرياته مقابل الأمن أو محاربة الإرهاب أو مكافحة الأسلمة. لماذا لا نلاحظ أن الإعلام يغطي بشكل مكثف الهجرة من الدول الأفريقية؟ لماذا التركيز على الهجرة الإسلامية؟ لماذا هم قلقون بشأنها؟
الجواب بسيط لأن المسلمين لديهم طموح عالمي بالتمدد والتوسع بينما التوجهات لدى المهاجر الأفريقي هي قبلية بدون طموحات عالمية. ولكن أليس من حق المسلمين التوسع والسيطرة؟ لماذا ينكرون على المسلمين أن تكون لديهم إمبراطورية كغيرهم من الشعوب بداية من أثينا وإسبارطة ومرورا بالرومان والفرس؟
مصطلح أوروبيا هو من إختراع الخيال الإعلامي الغربي المريض وأسلمة أوروبا هي مطية للحكومات الغربية كما أن مايسمى مكافحة الإرهاب مطية كما أن التحذيرات المتكررة بتواريخ مختلفة لنفاذ النفط كانت عبارة عن فرقعات إعلامية مثلها مثل التحذيرات التي صدرت إثر إجتماع مايسمى نادي روما سنة 1972 بنفاذ عدد من المواد الأولية منها الذهب سنة 1981, الزئبق 1985, القصدير سنة 1987, الزنك سنة 1990, النفط سنة 1992, النحاس والرصاص والغاز الطبيعيى سنة 1993 وعندما يقترب الموعد المحدد يتم التجديد له بموعد جديد ثم بموعد أخر إلى ما لانهاية.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Wednesday, February 18, 2015

ماهو تأثير التقلبات في أسواق صرف العملات على أسعار بيع أو شراء النفط؟

إن بيع وشراء النفط كما هو معلوم يتم حصرا بالدولار الأمريكي خصوصا بعد قرار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون سنة 1971 فك إرتباط الدولار بالذهب وأي تقلبات في سعر صرف الدولار سواء بالهبوط أو الصعود تؤثر على أسعار النفط سواء بالبيع أو الشراء.
قد يتسائل الجميع عن سبب قيام الصين بشراء إصدارات السندات الحكومية الأمريكية؟ السبب هو إبقاء سعر اليوان الصيني منخفضا مقابل الدولار الأمريكي مما يؤثر بالإيجاب على تصدير البضائع الصينية إلى الأسواق العالمية وخصوصا الولايات المتحدة ويجعل أسعارها منخفضة بالبنسبة للمستهلكين.
المشكلة في السوق الأمريكية أنها متقلبة فهناك إرتفاع في مستوى الدين العام وإنخفاض في القدرة الشرائية للمواطنين حيث أن نسبة كبيرة من إجمالي الدين في الولايات المتحدة يرجع للعادات الإستهلاكية التي يتم تمويلها عن طريق البطاقات الإئتمانية. إنخفاض القدرة الشرائية للمواطنين الأمريكيين سوف لا يعد أخبارا سارة للمصدرين الصينيين كما أن إرتفاع أسعار النفط يعني تقلص هامش أرباحهم ولكن من ناحية أخرى فإن هناك إرتفاعا في مستوى القدرة الشرائية للمواطنين داخل الصين نفسها مما يعني نمو السوق الداخلي.
في كلتا الحالتين وهما العلاقة بين سعر صرف اليوان مقابل الدولار ونمو إستهلاك السوق الداخلية في الصين نستطيع وبكل ثقة تطبيق مبدأ تكلمنا عنه من قبل وهو مبدأ المجموع صفر (Sum Zero). تطبيق ذالك المبدأ يعني أن إرتفاع قيمة صرف الدولار يقابله إنخفاض قيمة صرف عملات أخرى والعكس هو الصحيح. إنخفاض قيمة الدولار امام اليوان تعني إرتفاع سعر النفط وبالتالي الوقود على مستوى إستهلاك وقود السيارات وتكلفة التدفئة وتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية وذالك بسبب إنخفاض القدرة الشرائية للدولار الأمريكي وذالك يعني ملايين البراميل من النفط التي لن تستهلكها أمريكا سوف تكون الصين سعيدة بشرائها لإرتفاع قوة عملتها الشرائية. إن أرباح المصانع الصينية لن تتأثر في تلك الحالة أو أن التأثير سوف يكون محدودا جدا لعدة عوامل منها إرتفاع القدرة الشرائية للمواطنين الصينيين وهو أهم تلك العوامل وأبرزها.
كما أن اليورو هو عامل مؤثر في معادلة العلاقة بين الدولار واليوان حيث أن الصين وفي مسعاها لإبقاء قيمة منخفضة لسعر صرف اليوان مقابل الدولار تبقي أعينها على التطورات في منطقة اليورو وخصوصا إحتمال تفكك الإتحاد الأوروبي أو مغادرة بعض البلدان للإتحاد. في تلك الحالة فإن اليورو الذي مايزال يمثل العملة الرسمية لما تبقى من دول الإتحاد سوف يكون سببا لجذب رؤوس الأموال لإرتفاع قيمته مدفوعا بإقتصاديات دول أوروبية قوية كألمانيا وفرنسا وفي تلك الحالة سوف تنخفض قيمة الدولار وبالتالي تزداد قوة اليوان مقابل الدولار.
إن عملية النمو في أي دولة مرتبطة بمدى قدرتها على إمتصاص الإرتفاع في أسعار النفط ومدى قدرة إقتصادها على زيادة إستهلاكه من تلك المادة, النمو الإقتصادي معرض لنفس مبدأ المجموع صفر (Sum Zero)الذي تكلمنا عنه سابقا. أن كميات الطاقة المتوفرة في مرحلة ما تكون متوزعة بين مجموعة دول وبإستخدام التفكير العقلاني فإن زيادة حصة دولة معينة من كعكة الطاقة يعني تناقص حصة دولة أخرى أو مجموعة دول, مما يعني الفرق بين الإنتعاش الإقتصادي لدولة معينة أو مجموعة دول والإنكماش الإقتصادي لدولة معينة أو مجموعة دول أخرى.
إن تضاعف إستهلاك الصين من النفط بمقدار الضعف يعني تناقصا في حصة الولايات المتحدة بمقدار النصف من مجمل إستهلاكها من تلك المادة كما أن تزايد النمو الإقتصادي في الصين رفع من مستوى إستهلاكها من مواد أساسية تدخل في الكثير من الصناعات كالنحاس والقصدير وأصبح الكثير من الإقتصاديين ينتظرون البيانات والإحصائيات الصادرة عن البنك المركزي الصيني وليس بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
إن الصين قد تقرر مدفوعة بمجموعة من العوامل إلى التخلي عن سياسة الإبقاء على سعر صرف منخفض لليوان مقابل الدولار وهي كما ذكرت سابقا نمو السوق المحلي والذي قد يكون أحدها ولكن العامل الأهم هو الإرتفاع في سعر النفط وتقوية سعر صرف اليوان مقابل الدولار يعني زيادة قدرة الصين على شراء المزيد من النفط وبالتالي وزيادة قدرتها على تحقيق قدر أكبر من النمو الإقتصادي.
وفي نهاية هاذا الجزء نطرح سؤالا منطقيا وهو كيف سوف يكون موقف الدول النامية في حال إنطبق عليها مبدأ المجموع صفر (Sum Zero) وهو الحاصل ونرى تأثيراته في إرتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية؟
إن هناك دعوات متكررة للتقليل من النمو الإقتصادي مقابل توفير مصادر النمو للدول الأكثر فقرا حيث أن إرتفاع الطلب على المواد الأساسية والسلع ومصادر الطاقة من قبل دول مثل الصين والهند والبرازيل لن يترك إلا أقل القليل لدول مثل بنغلاديش أو بورما أو مالي ولو أن الأخلاق لها صوت إنتخابي لكان الوضع أفضل مما هو عليه. المشكلة أن دولا تتبع أنماط حياة إستهلاكية بتزايد مثل ألمانيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا سوف يجد مواطنوها صعوبة في تقبل فكرة تقليل مستوى النمو الإقتصادي في بلدانهم لصالح دول أخرى فقيرة في الشرق الأوسط أو أسيا أو أفريقيا. إن وجود حالة تباطئ إقتصادية إجبارية بسبب إرتفاع أسعار النفط هي وحدها التي سوف تجعل إمدادات إضافية بأسعار مقبولة متوفرة للدول النامية والفقيرة.
ولكن هل سوف يكون ذالك السيناريو إحتمالا مستقبليا؟
إن هاذا السؤال سوف تجيب عنه الأيام.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

Tuesday, February 17, 2015

مفهوم المجموع صفر(Sum Zero) وعلاقته بإرتفاع أو إنخفاض سعر النفط

هناك مصطلح شائع في عالم الإقتصاد هو المجموع صفر (Sum Zero) ويتم إستخدامه للتعبير عن حالة إقتصادية من الخلل في توفر الموادر الطبيعية حين يكون الطلب أكبر من العرض حيث أن زيادة إستهلاك دولة معينة من النفط في تلك الحالة سوف يكون على حساب دولة أخرى. فمثلا زيادة إستهلاك الصين من النفط المستورد من دولة مثل فنزويلا سوف يكون على حساب أمريكا التي تستورد أكثر من ٥٠% من صادرات النفط الفنزويلية. تلك أخبار غير سارة للولايات المتحدة التي تستهلك ٢٠% تقريبا من إنتاج النفط في العالم بينما إنتاجها لا يتعدى ١٠%, هذه فجوة يتم تغطيتها عن طريق الإستيراد وخصوصا من فنزويلا والشرق الأوسط مع الأخذ بعين الإعتبار التغيرات الأخيرة والمتعلقة بتحول الولايات المتحدة لدولة مصدرة للنفط وهي تغيرات برأي لاعلاقة لها بتزايد إنتاج النفط الصخري بقدر علاقتها بتزايد إنتاج الغاز الصخري بكميات كبيرة دفعت سعره في بعض الأحيان للإنخفاض وإفلاس بعض الشركات.
لتوضيح تلك النقطة بشكل أكبر فعلينا أن ننظر إلى مجموعة إحصائيات وأرقام حيث أن إستهلاك الصين من النفط سنة ١٩٨٠ كان ٢ مليون برميل تقريبا بينما يبلغ في الأوقات الحالية يبلغ في حدود ١٠ مليون برميل. صادرات فنزويلا النفطية للصين إرتفعت بمقدار ثلاثة أضعاف منذ سنة ٢٠٠٥ لتصل إلى ١٢٥ ألف برميل بينما إنخفضت صادرات فنزويلا من النفط للولايات المتحدة من ١.٥ مليون برميل إلى أقل من مليون برميل. مرة أخرى تلك أخبار غير سارة لأمريكا التي لها مصلحة في الإستيلاء على كامل إنتاج فنزويلا من النفط لو إستطاعت حيث أن المسافة التي تقطعها ناقلات النفط من فنزويلا إلى أمريكا أقل من يومين حيث تكون المصافي الأمريكية جاهزة لتكرير النفط الفنزويلي الثقيل.
وهناك من سوف يسأل عن مصلحة الولايات المتحدة في السيطرة على كامل إنتاج فنزويلا من النفط وتكبد مشاق وعناء تدبير إنقلابات عسكرية إذا كانت هي نفسها تحولت إلى دولة مصدرة للنفط؟
والجواب هو لحرمان أعدائها منه حيث تعد الصين من أشد المنافسين للولايات المتحدة في المجال الإقتصادي والسياسي وليس شرطا أن الولايات المتحدة تعاني من تناقص إنتاجها النفطي حتى تسعى للسيطرة على المزيد من مصادر النفط. من ينظر للأمور بتلك الطريقة فنظرته قاصرة والولايات المتحدة لديها حسابات الربح والخسارة فيما يتعلق بتلك المسئلة, توفر الإمدادت النفطية لدول على عداء مع الولايات المتحدة.
إن زيادة مستوى العلاقة بين الصين وفنزويلا هو مبعث قلق بشكل متزايد للولايات المتحدة حيث أن الصين قامت بإقراض فنزويلا ٢٠ مليار دولار لرفع مستوى كفائة قطاعها النفطي وبنيته التحتية. أيضا هناك خط أنابيب لنقل النفط يتم التخطيط لبنائه من منطقة إنتاج النفط في فنزويلا حزام فاجا (Faga) مرورا بكولومبيا وإنتهاء بالمحيط الهادئ حيث مصافي النفط الصينية. إن خط أنابيب النفط هاذا يشكل عامل قلق للولايات المتحدة ومن كان يسأل عن أسباب تدخل أمريكا في فنزويلا ومحاولتها أكثر من مرة قلب نظام الحكم هناك, إبحثوا عن النفط.
إن كل ماسبق يفسر حالة الزيادة في الإنفاق العسكري الصيني حيث أن الصين أصبحت تمتلك حاملة طائرات وتحاول بشتى الوسائل الحصول على التكنولوجيا العسكرية.
إن نمو الإقتصادي للصين يحرك النمو الإقتصادي العالمي بشكل عام حيث أن إرتفاع عدد ملاك السيارات في الصين بنسبة ٣٠% سنة ٢٠١٠ قد أدى إلى إرتفاع المعدل العالمي إلى أكثر من مليار سيارة. إن الصين تحتل المرتبة الثانية في عدد أصحاب السيارات بعد الولايات المتحدة متجاوزة اليابان.
السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو كيف تستطيع دول مثل الصين والهند إمتصاص الصدمة الناتجة عن إرتفاع أسعار النفط لتتجاوز حاجز المائة دولار؟
مرة أخرى سوف نلجأ للإحصائيات والأرقام والحقائق فلا مجال للعبث وشطحات الخيال عند محاولة شرح مثل تلك الأمور. الإحصائيات تؤكد أن إستهلاك دول أوروبا وأمريكا (OECD) للنفط في شتاء سنة ٢٠٠٧ الذي سبق الكساد الإقتصادي قد وصل لحاجز ٥٠ مليون برميل يوميا بينما إنخفض مع بداية مرحلة الكساد وحتى نهاية سنة ٢٠٠٩ إلى ٤٥ مليون برميل نفط يوميا بينما إرتفع إستهلاك النفط في الصين لنفس الفترة بنسبة ١٠%.
في الولايات المتحدة يتمتع المواطنون بنسبة ضرائب منخفضة جدا على الوقود ولكن في الوقت نفسه يسمح لشركات النفط ببيع النفط المكرر الذي تحوله لوقود بنظام الأسعار الحرة حيث يترك لكل شركة تحديد سعر منتجاتها بناء على قانون العرض والطلب. الكثير من الأمريكيين لا يرون في الضرائب المنخفضة على الوقود دعما حكوميا لتلك المادة بينما في الهند مثلا هناك دعم حكومي مباشر لأسعار الوقود قد يبلغ ١٠ مليار دولار سنويا وأيضا في الصين.
هناك عامل آخر له أهمية له علاقة بنمو دخل المواطنين في الصين والهند ودول أخرى بنسبة أسرع من نمو دخل المواطنين في أمريكا الشمالية. الكثيرون يقولون أن قابلية دول مثل الصين والهند إمتصاص إرتفاع أسعار النفط لا يعود للدعم الحكومي بقدر مايعود سببه للعوامل التي تقف وراء ذالك الإرتفاع في الطلب على النفط. في الصين فإن من يمتلك سيارة للمرة الأولى بسبب إرتفاع دخله الذي يمكنه من إستبدال دراجته الهوائية بسيارة فلن يكون مهتما بدرجة كبيرة بإرتفاع أسعار الوقود. هو لن يقود سيارته لمسافات طويلة ولن يستبدل سيارته القديمة التي يسجل عدادها ألاف الكيلوميترات بسيارة أخرى جديدة, هو فقط سوف يستبدل دراجته الهوائية بسيارة ولنفس الغرض الذي كان يقود به الدراجة.
إن إعتماد الصين الكبير على الفحم لتوليد الطاقة الكهربائية قد أثر بالإيجابية على توفر المزيد من براميل النفط لتحويلها لوقود للمركبات مما جعل توفر تلك المادة بأسعار مدعمة حكوميا في متناول مواطنين يرتفع دخلهم بإستمرار بسبب النمو الإقتصادي المتسارع. المشكلة هي في حال إنقطاع إمدادت الفحم أو إضطراب تلك الإمدادات خصوصا من دولة مصدرة للفحم إلى الصين مثل إستراليا حين تعرضت للفيضانات, فإن الإعتماد على محطات الكهرباء التي تستخدم النفط سوف يكون أكبر وسوف يعرقل إمدادات النفط المخصصة للإستهلاك في أوجه أخرى.
الولايات المتحدة مرت بواحدة من أسوأ الأزمات الإقتصادية سنة ٢٠٠٧-٢٠٠٨ مما أدى إلى إنخفاض الإستهلاك بمعدل ٢مليون برميل من ٢٠ مليون إلى ١٨ مليون وسوف يستمر بالإنخفاض في حالة أي أزمة أخرى إلى معدل يقل عن ١٥ مليون برميل من النفط. إن توليد الطاقة في الولايات المتحدة يعتمد على النفط والغاز والطاقة النووية وهناك إتجاه متزايد للإعتماد على مصادر الطاقة البديلة والسيارات التي تسير بالطاقة الكهربائية لتخفيف الإعتماد على نفط الشرق الأوسط ودول تعاني الإضطرابات مثل فنزويلا. وبتطبيق المبدأ الذي تحدثنا عنه سابقا وهو المجموع صفر (Sum Zero)فإن إنخفاض إستهلاك الولايات المتحدة من الطاقة سوف ينتج عنه زيادة إستهلاك دول أخرى سوف تقوم بالحلول محل الولايات المتحدة كمستورد لتلك البراميل الإضافية من النفط, وأظن الصين سوف تكون أول المرحبين بتلك الأخبار.
إن أمريكا تشعر أن مصالحها مهددة بالخطر بسبب خط نقل النفط الذي يتم التخطيط لبنائة من خلال المحيط الهادئ لإيصال النفط الفنزويلي إلى الصين وتشعر بالقلق بسبب وجود عوامل مشتركة بين الصين وفنزويلا أكثر مماهي بين الصين وأمريكا أو بين فنزويلا وأمريكا مما يجعل الطرفين شركاء تجاريين بإمتياز. إن نتيجة الشراكة التجارية المتزايدة بين الصين وفنزويلا سوف تكون على شكل تناقص إمدادات النفط الفنزويلي لأمريكا مقابل زيادتها للصين. وقد يظن البعض ومرة أخرى أكررها أن الولايات المتحدة لا تهتم لزيادة عمق العلاقات النفطية بين الصين وفنزويلا نتيجة تحولها لدولة مصدرة للنفط ولكن عند تلك النقطة أسأل عن سبب محاولة الإنقلاب على الرئيس السابق هيوجو شافيز والمتاعب التي يتم إثارته لخليفته في الحكم نيكولاس مادورو.
سؤال لن أقول لكم سوف تجيب عنه الأيام لأنها فعلا اجابت والشمس لا يمكن تغطيتها بغربال.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Saturday, February 14, 2015

نهاية العالم كما نعرفه - الإسلاموفوبيا وأسلمة أوروبا

الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام أو مايطلق عليه الأوروبيون مصطلح(Eurabia) والخوف من أسلمة أوروبا هو مصطلح يختلف الكثيرون حول أصله ومن أين نشأ ولكن نستطيع القول بأن ظهور ذالك المصطلح سبقه أربعة مراحل أولها مرحلة الحرب الباردة التي إنتهت بإنهيار الإتحاد السوفياتي, مرحلة القومية العربية التي إضمحلت بوفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر, مرحلة المد الإسلامي وخصوصا الجهاد في أفغانستان, أحداث 11 سيبتمبر في الولايات المتحدة. وقد يضيف بعضهم مرحلة خامسة هو أن الولايات المتحدة وأوروبا كانتا مشغولتان في الستينيات وبداية السبعينيات بمرحلة المد اليساري والثوري ومظاهرات النقابات العمالية وطلاب الجامعات وحرب فيتنام.
إن الغرب يحتاج دائما إلى عدو أو إلى نوع من الأزمات سواء إقتصادية أو إجتماعية وذالك لإشغال مواطنية وإثارة القلق لديهم فيسهل بذالك على الحكومات سلبهم حرياتهم ففي الأوقات الحرجة يكون المواطنون أكثر قبولا بالقيود التي تحد من حرياتهم وخصوصا حرية الرأي والتعبير.
ليس هناك أكثر من الأمثلة ولكن أوضحها هو أنه في أثناء الحرب الباردة وحتى قبلها كانت الشيوعية هي العدو وكان هناك جو من الرعب والخوف والإعتقالات العشوائية وسياسة تكميم الأفواه خصوصا في الولايات المتحدة حيث كان من السهل إلقاء أحدهم في السجن أو طرده من عمله بتهمة أنه شيوعي أو حتى الإشتباه بذالك. إدغار هوفر أحد أشهر رموز تلك المرحلة(1 يناير 1895 - 2 مايو 1972) حيث تولى رئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالية من سنة 1924 حتى وفاته.
في الفترة التي تلت أحداث سيبتمبر في الولايات المتحدة فإنه تم تمرير قانون باتريوت سيئ الصيت والسمعة والذي يعطي صلاحيات واسعة للأجهزة الأمنية الأمريكية بالإحتجاز بدون تهمة ومراقبة الهاتف والبريد الإلكتروني ومازالت بعض بنوده سارية المفعول حتى يومنا هاذا بل وقرأت مؤخرا عن مناقشات في الكونجرس بخصوص التجديد لتلك البنود.
بريطانيا شريكة للولايات المتحدة حيث قامت الحكومة البريطانية بإستضافة أشخاص من المعروف ليس تعاطفهم فكريا مع القاعدة بل إنتمائهم لها ووصولهم لمراتب قيادية ضمن هيكلية ذالك التنظيم. وأعطي هنا مثالين:
في الأول من أكتوبر 2014, جرت مراسم الدفن في طرابلس لأبو أنس الليبي وهو أحد أهم قيادات تنظيم القاعدة حيث كان جثمانه قد نقل إلى هناك إثر وفاته في أحد السجون الأمريكية بتاريخ 2 يناير 2014 في مدينة نيويورك حيث كانت تجري محاكمته بتهمة المشاركة في الهجوم على السفارة الأمريكية في تنزانيا وفي كينيا سنة 1998. السيرة المهنية لأبو أنس الليبي التي أهلته ليكون لاجئا سياسيا في بريطانيا هي أنه كان عضوا في الجماعة الليبية الإسلامية القاتلة ثم قام بالهروب إلى السودان إثر محاولة الإطاحة بالحكومة الليبية سنة 1990 ومنها إلى أفغانستان واليمن قبل أن يحل ضيفا مكرما على الحكومة البريطانية مع كل الإمتيازات التي تمنح لمن في حالته من سكن حكومي وراتب شهري وتأمين صحي.
عمر محمود عثمان والملقب أبو قتادة والذي تم منحه لجوء سياسي في بريطانيا على إثر وصوله إليها هاربا من الأردن بجواز سفر مزور وكأبو أنس الليبي تم منحه اللجوء بعد مزاعمه بالإضطهاد الديني ومنح كافة الإمتيازات من سكن وراتب شهري وتأمين صحي. سيرته الذاتية التي أهلته ليحل ضيفا مكرما معززا على الحكومة البريطانية هي أنه كان يقوم بتمويل تنظيم الإصلاح والتحدي والذي قام بتنفيذ بعض المخططات الدموية في الأردن.
أبو قتادة تم تبرئته من كافة التهم المتعلقة بتنظيم الإصلاح والتحدي كما تم تبرئه جميع أعضاء التنظيم وتم إلصاق كافة التهم بعضو واحد من التنظيم والحكم عليه 15 سنة سجن وكل برسم تعاونهم معه فيما يتعلق بالجهاد المزعوم في سوريا والمعارضة المعتدلة التي أعلن الأردن أنه يقوم بدعمها وتدريبها كما أن الحكومة السورية إتهمت الأردن رسميا بذالك.
هل عموم المسلمين أو الإسلام مسؤول عن الأعمال التي إرتكبها أو حرض عليها وخطط لها أبو أنس الليبي وأبو قتادة قبل طلبهم اللجوء وبعد حصولهم عليه متمتعين برعاية الحكومة البريطانية وحمايتها كلاجئين سياسيين؟
الرأسمالية التوسعية المتوحشة وشركاتها العابرة للقارات هي أيضا بحاجة لعدو حتى لو لم يكن موجودا فإنه لا مشكلة من مثلا من إتهام دولة بأنها تحولت إلى شيوعية لمجرد أن رئيسها قام بتأميم بعض الأراضي الغير مستعملة من قبل إحدى تلك الشركات. تلك الرأسمالية تسير بخط متوازي مع الحكومات الغربية والبنوك الكبرى وتستعمل مؤسسات دولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي كغطاء وستار لعملها وإمتصاص خيرات البلدان ونهبها بإسم تحرير التجارة والعولمة وغيرها من تلك المصطلحات البراقة والخادعة.
إثر إنتهاء مرحلة الحرب الباردة وإنهيار معسكر حلف وارسو وعلى رأسه الإتحاد السوفياتي وإنسحابه من أفغانستان, فقد كان على الولايات المتحدة إيجاد الأرضية الخصبة التي سوف يتموضع عليها عدوها الجديد فينمو ويكبر تحت رعايتها وبإشرافها ويعطيها الذريعة التي سوف تدخل بموجبها قواتها إلى قلب الوطن العربي وتبدأ بداية مخططها تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد وتقسيم المقسم وإيجاد سايكس-بيكو رقم 2. إختيار الولايات المتحدة وقع على العراق فهو بالإضافة إلى مكانته الدينية بالنسبة للمسيحية الأمريكية اليمينية حيث يحتل مكانا مهما في الأساطير التلمودية والعهد القديم من الكتاب المقدس, فإنه يعوم على بحور من النفط والثروات الطبيعية والزراعية حيث تعد أراضيه من أخصب الأراضي. وقد قرأت لأحد المبشرين البروتستانت أن العراق سوف يكون هو البلد الذي سوف يحكم المسيح الدجال منه العالم إلى أخر تلك الأساطير التي لا مجال للتوسع فيها في هاذا الموضوع. تنظيم القاعدة الذي نما وترعرع في أفغانستان قد إفتتح فرعا عراقيا له تحت مسمى جماعة التوحيد والجهاد برعاية وحماية الولايات المتحدة في المنطقة الكردية التي كانت تعتبر منطقة حظر جوي. التنظيم تحول إلى قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين حين مبايعة أبو مصعب الزرقاوي لأسامة إبن لادن زعيم تنظيم القاعدة. كل الأنباء التي تواردت من العراق حول أسلحة الدمار الشامل تبين كذبها وأنها مفبركة وأن الهدف من حرب الخليج كان عقوبة الرئيس العراقي لأنه قرر مبيعات النفط العراقي باليورو بدلا من الدولار الأمريكي.
هناك تلاعب بالعقول والعواطف في الإعلام الغربي لإبقاء مواطنيهم في حالة عدم إستقرار نفسي فيكون من الصعب عليهم إتخاذ أي خطوات عملية أو التجمع في تكتلات فاعلة للإحتجاج على سياسة حكوماتهم. هل تريدون أمثلة؟ عندي منها لكم الكثير:
1- في سنة 1968, العالم البارز بول إنرلتش في كتابه (القنبلة السكانية-The population Bomb) أعلن أن العالم سوف تحل به المجاعات سنة 1970 وأن مئات الملايين من البشر سوف يموتون جوعا.
2- في سنة 1972 وفي تقرير لنادي روما عنوانه (حدود النمو) فقد تم الإعلان أن العالم سوف يعاني نفاذ المواد الأولية التالية نهائيا: الذهب سنة 1981, الزئبق 1985, القصدير سنة 1987, الزنك سنة 1990, النفط سنة 1992, النحاس والرصاص والغاز الطبيعيى سنة 1993.
3- في سنة 1976 قام لويل بونتي بنشر كتاب(The cooling, Has the new ice age already begun? can we survive) وحقق مبيعات ضخمة.
4- في سنة 1977, الرئيس الأمريكي جيمي كارتر صرح بنفاذ النفط بشكل نهائي وإستهلاك كافة الإحتياطيات النفطية المعروفة بنهاية العقد القادم.
5- سنة 1983, الرئيس الأمريكي رونالد ريغان صرح بأن هاذا الجيل(يعني جيله) سوف يشهد هرماجيدون.
كل ذالك لم يحصل وخصوصا فيما يتعلق بالنفط فبرزت الحاجة لعدو من نوع جديد, يتميز بنوع من الديمومة والإستمرارية فكانت الحرب على الإرهاب ومنها إنبثق مصطلحات مثل إسلاموفوبيا وأوروبيا(Eurobia) وعلى هامشه قبل ذالك في فترة الخمسينيات تم إخراج مصطلح صراع الحضارات للعلن وتسجيل برائة إختراعه بإسم صامويل هنتجتون وذالك ليكون لديهم في المستقبل مبررات للحرب على الإسلام والمسيحية الشرقية تحت عنوان براق وهو صراع الحضارات بينما الأمر في جوهر ليس إلا صراع أساطير دينية أو صراع أديان.
النقطة الرئيسية التي يستندون عليها بخصوص الإسلاموفوبيا هي أن القارة الأوروبية سوف تصبح قارة إسلامية بحلول سنة 2050 بسبب مجموعة عوامل:
1- العامل الديموغرافي وهي متعلقة بتناقص معدلات الولادة
2- حالة عدم الإستقرار الإجتماعي في الدول الغربية الديمقراطية
3- إستنزاف الحضارة الغربية
سنة 1970 كانت حصة البلدان المتقدمة من مجمل عدد السكان العالمي 30% مقابل 15% للعالم الإسلامي. في سنة 2000 كانت النسبة في حالة تعادل 20% لكل منهما ولكن ماذا سوف تكون النسبة سنة 2020 وصولا إلى سنة 2050؟
أحداث سيبتمبر في الولايات المتحدة كانت نقطة محورية في عملية التغيير والسير نحو نقطة الصدام اللانهائية في صراع الأديان أو صراع الأساطير الدينية حيث يزعم المفكرون الإسلاميون إزدياد الإهتمام بالإسلام وإزدياد نسبة المعتنقين للدين الإسلامي في الولايات المتحدة وأوروبا كما أن الكنيسة الكاثوليكية صرحت بأن عدد أتباع الدين الإسلامي قد تفوق عدديا على أتباع الكنيسة الكاثوليكية لأول مرة في التاريخ.
بالنسبة للبعض فقد كانت أحداث سيبتمبر في الولايات المتحدة ليست الحادثة التي تغير بسببها كل شيئ بل هي الحادثة التي بسببها تم إكتشاف مدى ذالك التغيير الذي بدأ في فترة سابقة لتلك الأحداث. إنهم يزعمون في إعلامهم أن ذالك هو نهاية العالم كما نعرفه.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية