Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, September 30, 2015

كيف تنجح ألمانيا سنويا في تنظيم مهرجان للبيرة يحضره ستة ملايين شخص بدون حوادث تدافع؟

كل سنة في ألمانيا وتحديدا في مدينة ميونخ عاصمة ولاية بافاريا في شهر أكتوبر ولمدة ستة عشرة يوما يقام مهرجان للبيرة يحضره أكثر من ستة ملايين شخص من ألمان ومقيمين وزائرين. وفي أحد ضواحي العاصمة الألمانية برلين يقام أكبر مهرجان للبيرة في العالم حيث يبلغ طول مساحة العرض 2.2 كم وبمشاركة 340 مصنعا للبيرة من 87 بلدا.
بلغ عدد الحجاج لسنة 2015 موسم الحج الحالي 2 مليون حاج ورغم كل مشاريع التوسعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة فقد حصلت عدد من الحوادث المؤسفة نتيجة الأهمال وقله الإهتمام أولها حادثة الرافعة ثم حادثة الإزدحام عند قطار المشاعر وحادثة التدافع التي وقعت في منى.
المشكلة ليست محصورة في الحوادث فهي شبه سنوية وليست محصورة في عدد الضحايا فللأمانة هناك سنين لم يسقط فيها ضحايا غير الذين يتوفاهم الله بسبب المرض والإعياء كما أن هناك حوداث سببها إهمال الحجاج خصوصا الحرائق التي تحصل بسبب عدم إلتزام الحجاج بالتعليمات في أماكن سكنهم, العديد من حوادث الحج سببها إهمال الحجاج وخصوصا حوداث الحرائق حيث لا يلتزم الحجاج بعدم حمل مواقد الغاز التي منعتها السلطات السعودية لتسببها بتلك الحرائق كما أن العديد من الحجاج يقومون بشبك أذرعهم ببعضهم في الطواف ليشكلوا حاجزا ويدوسوا بأقدامهم كل من يلقيه حظه العاثر أمامهم, المشكلة في التعامل مع الحادث من الناحية الإعلامية وإنعدام الشفافية حيث هناك شكاوي من عدد كبير من بعثات الحج المختلفة بخصوص الصعوبات والعراقيل التي تم وضعها أمامهم عند محاولتهم التعرف على مواطنيهم من الضحايا ومعرفة مصير المفقودين في حادثة التدافع مما يؤكد أن العدد هو بضعة ألاف وليس بضعة مئات كما ذكرت الوسائل الإعلامية السعودية ومن يسير في فلكها.
في حوادث سابقة لم يتم ذكر إيران والحجاج الإيرانيين كسبب للمشكلة وأنها متعمدة وعملية إنتحارية من مئات الحجاج الإيرانيين فإذا تم إلقاء اللوم على إيران في حادثة التدافع في منى فماهو سبب حادثة الرافعة والتزاحم عند قطار المشاعر؟
الماكينة الإعلامية السعودية والممولة سعوديا لا تتحدث عن مواكب(VIP) وحج(VIP) خصوصا أماكن الرجم المخصصة لفئات معينة وكذالك طواف(VIP) حول الكعبة حيث تحتجر قوات الأمن الحجاج من أجل أن يطوف شخص واحد براحته بل بدلا من ذالك بدأت بنشر كمية كبيرة من المعلومات الغير صحيحة هدفها إقناع السذج والطائفيين والموتورين بأن إيران هي سبب المشكلة وأن الموضوع كله مؤامرة إيرانية أو إلقاء اللوم كل اللوم على الحجاج. موقع محطة العربية على الإنترنت ذكر أن السفير الإيراني السابق في لبنان دخل إلى السعودية لأداء فريضة الحج بإسم مستعار وجواز سفر مزيف ولم يوضح لنا الموقع إذا كان السفير السابق قد قام بإجراء عملية جراحية لإخفاء ملامحه حيث أنه شخصية عامة ومعروفة شغل منصب سفير لإيران في لبنان؟
المشكلة هي أن الإعلام السعودي ومن يسير في فلكه لم يتفقوا على رأي واحد فمرة يقولون أن سبب التدافع هو عملية إنتحارية إيرانية ومرة يلقون باللوم على الحجاج وعدم إتباعهم للتعليمات وفي حادثة الرافعة تم إلقاء اللوم على شركة إبن لادن فأين كانت الرقابة الحكومية على أعمال الشركة والحج على الأبواب؟ وكيف لم يتم التأكد من معايير السلامة التي تتبعها الشركة؟
السلطات السعودية وزعت صور 1100 حاج على البعثات الأجنبية للتعرف على ضحايا حادثة التدافع في منى بينما تزعم أن عدد الضحايا 715 وذالك كما ذكر مصدر باكستاني. نائب وزير الصحة السعودي حمد بن محمد الضويلع ذكر أنه تم توزيع ألبوم صور يحتوي على 4173 صورة للحجاج المفقودين على البعثات الأجنبية للتعرف إليهم وهو عدد يقترب من الرقم الذي صرحت به مصادر إيرانية.
كما أنه هناك إختلاف في عدد الضحايا حيث ذكرت مصادر صحفية بريطانية أن عددهم زاد عن 8 ألاف ومصادر إيرانية ذكرت أن عددهم زاد عن 4 ألاف بقليل بينما هناك تقديرات أكثر منطقية تذكر 2500 ضحية تقريبا مجمل عدد الضحايا في حوادث الحج هذه السنة من بداية الموسم إلى نهايته.
إذا وضعت كل ماسبق من إنعدام الشفافية والإهمال وعدم إلتزام الحجاج بالتعليمات جانبا وأخذت بصدق الروايات الرسمية السعودية فماهو التبرير الذي سوف تقدمه تلك السلطات والمطبلون والمنافقون لها بخصوص طريقة التعامل المهينة مع الضحايا وتكديسهم فوق بعضهم البعض بطريقة مقززة مقرفة حيث كان بعضهم مازال يتنفس؟ وهل الفيديو عن إستخدام الجرافة لتجميع جثث الحجاج صحيح ويعود تاريخه لسنة 2015؟ قارنوا بين طريقة تعامل السلطات السعودية مع ضحايا الحج هذه السنة وطريقة تعامل السلطات النمساوية مع ضحايا شاحنة المهاجرين حيث تم التعامل مع الجثث بإنسانية ووضعها في توابيت وبطريقة تحترم كرامتهم وأدميتهم.
هناك أيضا ظاهرة غريبة وهي عدد كبير من المفقودين فهل تبخروا مثلا أم إبتلعتهم الأرض؟ وعندما تبدي بعض الدول تذمرها من مشكلة مواطنيها الضحايا أو المفقودين يخرج إعلام المطبلين والمزمرين بكليشية جاهزة لمثل تلك المواقف وهو أن تلك الدول تسيس المشكلة, حتى أندونيسيا إشتكت مما تعرض له مواطنوها في الحج هذه السنة.
هناك مطالبات بنقل الإشراف على الحج لمجموعة دول إسلامية وهناك من يهدد بتدويل الحادثة ونقلها لمجلس الأمن وذالك بهدف وضع وصاية دولية او إسلامية على مكة المكرمة والمدينة المنورة وذالك هو حجر الأساس لمخطط تقسيم المملكة العربية السعودية بإخراج مكة والمدينة من وصاية الحكومة المركزية.
لست من مؤيدي تقسيم البلدان وتجزيئها فتلك مخططات يعلم الجميع من يقف ورائها ومن هو المستفيد منها وذالك يشمل المخططات لتقسيم المملكة العربية السعودية ولكن هناك من يتسبب بأزمات ويفتح أبوابا سوف يكون من المستحيل عليه إغلاقها والأرقام التي بلغها عدد ضحايا الحج هاذا العام جعلت من الصعب تجاهل المشكلة وكذالك عدد الحوادث الكبير.
والسؤال الذي أسأله في نهاية الموضوع هو لماذا لا يستعين المسؤولون عن تنظيم الحج في المملكة العربية السعودية بالخبرات الألمانية التي نجحت بتنظيم عشرات المهرجانات المختلفة الأهداف والتي يحضرها ملايين من المواطنين والزائرين بدون حوادث تدافع ضحايا بالألاف؟
مرفق صورة جواز سفر وتأشيرة الحج الخاصة بالسفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر أبادي والتي نشرتها السلطات الإيرانية تكذيبا لموقع محطة العربية على الإنترنت وغيرها من المواقع الإعلامية التي تحولت إلى مايشبه الصحف والمواقع الصفراء في الغرب المتخصصة بالتلفيق ونشر الأكاذيب. مرفق صور لبعض التفاهات التي تصدر من الكثير من الحجاج والتي تهدف للفشخرة والتفاخر أمام الأخرين.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

Sunday, September 27, 2015

كيف سوف تختصر تكنولوجيا المستقبل المسافات وتساهم في تطور التعليم في البلدان النامية؟

سوف يساهم التقدم في تكنولوجيا الإتصالات في تغيير الطريقة التي تتفاعل فيها الشركات مع بعضها البعض خصوصا مع خروج تقنيات مثل الترجمة الفورية إلى حيز الإستعمال الفعلي بما سوف يلغي مثلا حاجز اللغة بما يؤدي إلى إختصار التكلفة والوقت اللازم لإنجاز الأعمال والصفقات كما أنه يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وفاعلية التواصل. لن يكون من المستغرب أن تقوم شركة تكنولوجيا فرنسية بإدارة فريق مبيعات من جنوب شرق أسيا, إدارة الموارد البشرية في كندا وفريق من المهندسين في ألمانيا. إن جميع العقبات البيروقراطية التي تقف في أيامنا هذه في وجه مثل ذالك التعاون الخلاق سوف تتم إزالتها أو تصبح غير ذات تأثير على الإنتاجية كالمشاكل المتعلقة بأذونات الإقامة وتحويل الأموال وذالك بفضل الحلول التقنية والإلكترونية.
هناك بعض العقبات التي لن يكون بالإمكان تجاوزها بنجاح كامل كالإختلاف بين المناطق الزمنية والفروقات الثقافية ولكن إستخدام العديد من الأشخاص لمنصات عمل مختلفة بشكل مستمر سوف يقلص تلك الفوارق بشكل كبير ويحسن الإنسيابية.
هناك نسبة كبيرة من الوظائف التي لن تتطلب تواجد الأشخاص في الموقع حيث يمكن أدائها عن بعد بفضل التطور في تكنولوجيا الإتصالات حيث سوف يجد شخص من البرازيل نفسه يتنافس على شاغر وظيفي مع أحد الأشخاص الذي يقيم في ولاية كاليفورنيا. ليس جميع الأعمال سوف يمكن أدائها عن بعد ولكن عددها ونوعها سوف يتجاوز في المستقبل العدد المحدود الذي نفكر فيه حاليا. سوف تكون هناك فرصة كبيرة للأشخاص الذين يعيشون في بلدان نامية بزيادة دخلهم الشهري وتحسين مستواهم المعيشي بفضل إمتلاكهم لتقنيات التواصل التي تمكنهم من أداء مهمات معينة عن بعد بدون الحاجة لتواجدهم في الموقع أو المكان بشكل شخصي. موقع (amazon mechanical turk) التابع لشركة أمازون الشهيرة يقدم فرصة للقيام بمهمات محددة مقابل أجر يتراوح حسب نوع المهمة. ليس من المهم جنسيتك أو إذا كنت تقيم في الولايات المتحدة أو من المسموح لك العمل فيها. تلك هي بعض العقبات التي يمكن إزالتها بفضل تطور قطاع التكنولوجيا والإتصالات والتي تكلمت عنها قبل سطور قليلة.
إن مفهوم المصادر المفتوحة في عهد التطور السريع لتكنولوجيا الإنترنت سوف يعطي فرصة بلا حدود لإكتشاف المواهب حول العالم خصوصا في البلدان النامية. المخترع الكيني أنتوني ميوتا(Anthony Mutua) والذي يبلغ من العمر 24 عاما إبتكر شريحة كريستال رقيقة تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية في حال تعرضت للضغط. المخترع تمكن من في معرض نيروبي للعلوم سنة 2012 من إستعراض كيف يمكن لشخص يمارس رياضة المشي من شحن هاتفه النقال في حال وضعت الشريحة في كعب حذائه. التطبيقات المتعلقة بذالك الإختراع سوف تكون بلا حدود خصوصا أنها دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي(Mass Production) مما يعني تخفيض تكلفتها مع مرور الوقت وجعلها أوسع إنتشارا.
لسوء الحظ فإن التوزيع في إستخدام المصادر المفتوحة وتطوير الإختراعات والإبتكارات لن يكون متساويا حيث لن تتمكن فئات كثيرة من الإستفادة من ذالك قبل إيجاد الحلول لعقبات عديدة منها توفر الطاقة الكهربائية وعوامل خارجية عديدة سوف تقف حجر عثرة في طريق الإستفادة الكاملة من التطور التكنولوجي في وسائل الإتصالات والإنترنت.
من الممكن إستخدام التكنولوجيا لتطوير قطاع التعليم ولكن ذالك لن يكون بالسرعة التي يتصورها البعض ولكن المستقبل مشرق والأفق مفتوحة حيث يمكن التغلب على المسافة أو ضعف البنية التحتية المخصصة لقطاع الإتصالات في الكثير من البلدان عبر تزويد الطلاب بوسائل تعليمية عبارة عن فيديوهات تكون محملة مسبقا في كمبيوترات لوحية من الممكن شحنها بالطاقة الكهربائية من خلال إستخدام إختراع شريحة الكريستال التي إخترعها المكتشف الكيني أنتوني ميوتا(Anthony Mutua). إن تسخير التكنولوجيا في تطوير القطاع التعليمي سوف يتغلب على الكثير من العقبات كإنعدام الأمن أو ضعف البنية التحتية أو صعوبة الوصول إلى المقرات الدراسية ولكن ذالك لا يعني إختفاء الشكل التقليدي للتعليم, فما يطلق عليه المدرسة الإفتراضية لن تحل بديلا عن المدارسة التقليدية بل مكملة لها.
حاليا هناك عدد من المشاريع التجريبية في عدد من البلدان النامية التي يتم فيها إستخدام التطور النوعي في تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت وذالك في المجال التعليمي كمحو الأمية وتعليم اللغات. أثيوبيا هي أحد البلدان التي تم تجريب تلك المشاريع فيها والمتعلق بتعليم اللغة الإنجليزية بواسطة كمبيوترات لوحية محملة مسبقا بفيديوهات وأدوات تعليمية. النتائج كانت باهرة حيث تمكن الأطفال من تهجئة الأحرف الإنجليزية كاملة وكتابة جمل باللغة الإنجليزية وذالك في شهور قليلة.
بدون التطور في وسائل الإتصالات وتكنولوجيا الإنترنت وتطبيقات المصادر المفتوحة فإن تأثير إستخدامها في بلدان تعاني من ضعف البنية التحتية في تلك المجالات سوف يكون التقدم الذي من الممكن تحقيقه يسير في خطوات بطيئة. ولكن العالم الإفتراضي يقدم للطلاب الراغبين في التعلم فرصا جديدة للإكتشاف والإبداع بشكل مستقل بعيدا عن الطرق التقليدية في التعليم والتي تعتمد على مناهج محددة.
مع بالغ تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

Thursday, September 24, 2015

دعاشنة الجامعة الأردنية - أمجد قورشة نموذجا

صدمت حين شاهدت فيديو لأحد مدرسي كلية الشريعة في الجامعة الأردنية أمجد ميرزا قورشة وهي يلقي محاضرة لطلابه حول سوريا أقل مايقال فيها أنها تحريضية وخارج المنهاج التدريسي وفيها خروج على أخلاقيات التدريس. أستغرب تحول الجامعة الأردنية من منبر علمي وثقافي وتنويري إلى وكر للدعشنة من قبل من هم من أمثال ميرزا ممن تعطي لهم المنابر التدريسية والرسمية حيث له برامج إذاعية وتلفزيونية على التلفزيون الأردني. أمجد قورشة يرتدي ثياب الحملان أمام العامة بينما حين يطمئن لعدم وجود الكاميرات فإنه يتحول لذئب ويقوم بنشر فكره التحريضي في مؤسسة رسمية مخالفا سياسة الدولة التي يعمل فيها ويقبض مرتبه منها.
في الأردن والوطن العربي الكثيرين من أمثال أمجد قورشة أيتام ذالك المدعو إبن تيمية والملقب بشيخ الإسلام يحملون فكره التكفيري ضد الأقليات والطوائف. أمثال أمجد قورشة ممن يحلمون بمذابح جماعية لمخالفيهم في الرأي حين قدوم خلافتهم الإسلامية المزعومة التي يتاملون إقامتها على جماجم المسيحيين والدروز والعلويين والإسماعيليين والملحدين وبس.
لنكون صريحين ونرجع لأصل تلك المشكلة وهي إنتشار ذالك الفكر بدون منازع كأساس للفقه السلفي ولاحقا التكفيري الجهادي على الرغم من معارضة الكثيرين أيام إبن تيمية له ولفقه والغمز واللمز من طرفه كونه لم يتزوج وكونه صدرت بحقه وحق تلميذه إبن القيم الجوزية مؤخرا فتاوي من علماء أندونيسيا وهي أكبر بلد إسلامي بأنهم يقولون بالتجسيم وهي من عقائد اليهود كما ذكروها في كتبهم. أين ماقيل في كتب الحديث نقلا عن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم أن أمتي لا تجتمع على ضلالة؟ كيف يكون إبن تيمية على حق وقد عارضته الدنيا كلها في ذالك الوقت؟ هل الأمة الإسلامية كلها التي عارضته وفكره على ضلالة وهو على صواب؟ ماهاذا التقديس لذالك الشخص وأرائها؟
محاضرة أمجد قورشة تضمنت عددا من المغالطات المتعمدة وتزوير للتاريخ ولكن لمصلحة من؟ ومن هو المستفيد؟
أولى هذه الإفترائات هي أن العلويين وقفوا في صف المستعمرين من التتار والفرنسيين وأي مستعمر ضد المسلمين. بالنسبة لموضوع التتار فهو موغل في القدم ومايحاول أمجد قورشة القيام به هو تنقية التاريخ السني من التهم بالعملة والخيانة والتفريط في بلاد المسلمين وإلصاق التهمة بالأقليات وذالك أمر خطير له عواقبه وتبعاته. سقوط بغداد على يد هولاكو تم من قبل خليفة المسلمين المستعصم وهو سني المذهب والذي رفض دفع رواتب الجند الذي قام الجنرال المسلم سليمان شاه بتجنيدهم على الرغم من قدرته على ذالك والأموال الهائلة التي بحوزته فإنفض السامر وسقطت بغداد وباقي القصة معروفة من حوض الذهب الأحمر المدفون في حديقة القصر إلى الأموال الهائلة التي صادرها هولاكو من قصر الخليفة والتي إستغرب معها إمتناعه عن دفع مرتبات جنده وصرفهم حتى أصبحوا يتسولون على أبواب المساجد إلى جواري وزوجات وخادمات الخليفة الذي إقترب عددهم من الألفين, 750 جارية وزوجة وألف خادمة.
محاولة إلصاق التهمة بالوزير إبن العلقمي تثير عدد من التسائلات التي تنفي الإجابة عنها تلك التهمة مثل, وهل كان المغول وهم من قاموا بتحطيم الإمبراطورية الصينية في سنين قليلة من مساعدة إبن العلقمي لدخول بغداد؟ بالرغم من مما يقال عن معارضة إبن العلقمي لتلك الخطوة, فمن هو المسؤول عن خروج جيش بغداد لمهاجمة المغول خارج أسوارها وقيام المغول بإيقاعهم بالفخ عن طريق تحطيم السدود خلفهم لمحاصرتهم ومنعهم من التراجع؟
هناك الكثير مما يدور حول سقوط بغداد بأيدي المغول وأنصح من يريد الإستزادة من ذالك بقرائة كتاب البرفسور سعيد بن حذيفة الغامدي الباحث في التاريخ الاسلامي أستاذ التاريخ الاسلامي والدراسات الشرقية في كلية الاداب قسم التاريخ جامعة الملك سعود – الرياض-في كتابه ( سقوط الدولة العباسية – ودور الشيعة بين الحقيقة والاتهام) حيث أن الدكتور سعيد الغامدي سافر للكثير من البلدان منها تركيا وإيران وإطلع على الوثائق التي تروي تلك الحقبة التاريخية بلغاتها الأصلية ولم يكن مثل شيوخ ثقافة بول البعير ورضاع الكبير الذين يحكمون على السمع كحكمهم داروين بالإلحاد بسبب كتاب أصل الأنواع على الرغم من أنهم لم يقرأوه بل نسخوا قول قساوسة الكنائس في تلك المسألة.
أما بالنسبة للتعاون مع الفرنسيين فإن من تعاون معهم وتولى عددا من أهم المناصب بمعية المستعمر الفرنسي هو صديقهم الصدوق في سوريا تاج الدين الحسيني وهو سني وأغلب أعضاء الحكومات السورية العميلة التي شكلها المحتل الفرنسي وأعضاء البرلمانات الوهمية هم من السنة بينما كان قادة الجهاد ضد الإحتلال الفرنسي كلهم من الأقليات التي رفضت تقسيم سوريا وأهم ثلاثة هم الشيخ القائد المجاهد صالح العلي(علوي), الشيخ القائد المجاهد سلطان باشا الأطرش(درزي) والزعيم المجاهد إبراهيم هنانو(كردي) حيث إشتعل الساحل السوري وحوران وحلب بالثورة مما خفف الضغط على دمشق نتيجة إضطرار المحتل الفرنسي لسحب عدد كبير من قواته لتلك المناطق.
موضوع أحداث حماة ومن قبلها حلب تناولها أمجد قورشة بطريقة قامت على تبرئة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي والتغاضي عن مجزرة مدرسة المدفعية في حلب سنة 1979 والتغاضي عن تنظيم مبني على عقيدة معارضة الدولة بحمل السلاح ضدها إن لم تقبل بتسلمه الحكم. في أي بلد في العالم لا تقبل الحكومة بذالك السلوك بل هناك بلدان تمنع حمل الإسلحة بدون ترخيص وتتشدد في منح تراخيص السلاح فما بالك بمجموعة أشخاص يكدسون الأسلحة ويحملونها ويرهبون الناس بها ويقتلونهم ويتصلون بجهات أجنبية تزودهم بالتعلميات والأموال؟ فماذا يتوقع أمجد قورشة أن تكون ردة فعل الدولة تجاههم؟ أن يغادروا الحكم بكل بساطة ليتركوهم يفرضون شريعتهم الظلامية على أحد أقدم حضارات العالم؟
المحاضرة والحق يقال كانت مسلية ومليئة بقصص الخيال العلمي وخصوصا المظليات والمظليين الذين يهبطون في أحياء دمشق ليقوموا بنزع الحجاب وحدث أن مظلية علقت على جدار ولم تتمكن من تحرير نفسها والهبوط على الأرض حيث قامت الجماهير بضرب رأسها بالجدار حتى ماتت. يبدو أن معارف الدكتور بالمصطلحات العسكرية ضعيفة حيث ليس من الضروري أن يهبط جندي المظليات من الجو وهو كغيره يجيد القتال على الارض كأي جندي مشاة عادي. ولكن والحق يقال أنني قرأت عن قصة نزع الحجاب من مصادر أخرى ولكن تلك كانت مجموعة تصرفات فردية إستنكرها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وأمر بوقفها فورا.
أمجد قورشة وأمثاله ينتمون لشيوخ ثقافة بول البعير ورضاع الكبير ونكاح القاصر يتكلمون عن سوريا كأنها ليست بلدا إسلاميا وهو وأمثاله سوف يفتتحونها ليقيموا بها شرع الله. سوريا بلد فيها حرية دينية وأماكن عبادة لكل المذاهب والطوائف بدون تدخل الحكومة في العلاقة بين المواطن وربه ولكن ذالك بعكس مايريده هو وأمثاله من الكهنة والمشعوذين ممن يروجون لثقافتهم الظلامية.
أمجد قورشة يكذب على طلابه ويستغل ضعف ثقافتهم الدينية ومعرفتهم بالتاريخ ليضللهم ويخلق منهم دواعش المستقبل المشبعين بالفكر الضلالي التكفيري الذي يؤمن بذبح المخالف والقتل على الهوية. أين الحكومة الأردنية والوزارات المختصة بمتابعة نشاط أمجد قورشة وأمثاله لتوقفهم عند حدهم وتمنعهم من تسميم عقول الطلبة بدلا من منحهم منابر حكومية من جامعات وتلفزيون وإذاعة وصحف؟
وأريد ان أختم موضوعي بنقطة أخيرة ومهمة, متى يفهم أمجد قورشة وأمثاله أنهم بفقههم الظلامي إختطفوا الدين الإسلامي ولم يبقوا منه شيئا؟ الله غفر لبغي(مومس) من بني إسرائيل لأنها سقت بخفها كلبا عطشا في الصحراء شاهدته يأكل التراب حول البئر من شدة العطش. كما أن الله هو نفسه الذي غفر للبغي قام بإدخال إمرأة مسلمة الجنة بسبب هرة(قطة) حبستها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض. المرأة من بني إسرائيل كانت بغي دخلت الجنة والمرأة المسلمة لم تنفعها صلاتها وإسلامها فدخلت جهنم. متى يفهمون حقيقة وجوهر الدين الإسلامي؟ متى يقرأون سيرة حياة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم كما أريد لها أن تظهر وليس كما أرادوا هم ليبرروا همجيتهم وثقافة الذبح على الهوية؟
رابط الفيديو لمحاضرة الدعشون أمجد قورشة
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

نهاية العالم كما نعرفه - كيف يسيئ تجار الدين لصورة العرب والمسلمين في الولايات المتحدة والدول الأوروبية؟

شاهدت مؤخرا صورة من إحىدى الدول الإسكندنافية لمواطنين من سكان تلك البلاد الطيبين يشكلون درعا بشريا حول مسجد يقال أنه معرض للهدم. إذا كان ذالك المسجد مبنيا بالمخالفة للقوانين المرعية فيجب برأي أن يهدم وذالك يشمل أي مكان عبادة لأي طائفة يخالف القوانين التي من المفترض أنها تطبق على الجميع. لست أعلم لماذا يظن المتأسلمون أنهم فوق القانون في بلدان المهجر التي يصلون إليها جائعين خائفين من الإضطهاد ومن الحروب في بلادهم ثم يطالبون بتطبيق نظرية التفوق الديني التي تم حشي دماغهم بها في بلادهم ليل نهار. في فرنسا عندما تم سن قانون يمنع إرتداء الرموز الدينية في المدارس وكذالك في أماكن العمل الحكومية فقد كان ذالك القانون يخص جميع الديانات ولم أسمع غير المتأسلمين يحتجون ويعزفون على نغمة التفرقة العنصرية والعرقية. السلطات الفرنسية إستعانت بفتوى الأزهر التي ذكرت أن النقاب ليس فريضة دينية عند حظر ذالك المظهر العثماني المستهجن بين كثير من المسلمين أنفسهم.
خالف تعرف هو شعار المتأسلمين ولكن على الطرف الأخر في الدول الغربية هناك من يقوم بمحاولة الحد من الهجرة الإسلامية بطريقة تثير الإستغراب حيث تم رفض منح مسلم من بلاد المغرب العربي الجنسية في فرنسا لأن زوجته الفرنسية التي أسلمت لا تذهب للمسابح المختلطة وهي ترتدي الحجاب والجلباب الإسلامي حين خروجها من المنزل. تم تبرير قرار رفض منحه الجنسية أنه يضطهدها بعدم السماح لها بذالك وأن التحريات التي قامت بها سلطات الهجرة الفرنسية أثبتت تلك المعلومة الخطيرة. المشكلة أن وزير الهجرة الفرنسي لم يسأل نفسه عن راهبات الكنائس وهل يذهبن للمسابح ناهيك عن كونها مختلطة أم لا؟
تلك النوعية من التصرفات المستهجنة من قبل مسؤولين غربيين وكذالك تصريحاتهم قد تتسبب بردة فعل معاكسة تدفع الكثيرين للتطرف وإحساسهم أنها فعلا حرب على الإسلام. لا أحد يستطيع أن ينكر وجود تصرفات وقوانين معينة قد ترقى إلى درجة التمييز العنصري ضد المسلمين وإن كنت أظن انها ليست منتشرة بالقدر الذي يحاول المتأسلمون الإيحاء لأتباعهم السذج به.
قضية زواج المثليين تعد موضوع نقاش ساخن ومثال واضح على تلك التصرفات المستهجنة حيث على المسلم أن يقبل بالشذوذ لكي يصبح معتدلا ومندمجا في المجتمع. المشكلة أن إستنكار عدم قبول المسلمين بذالك لا يقابلها إستنكار للديانات الأخرى وخصوصا اليهودية والمسيحية التي تعد تلك التصرفات غير مقبولة وضد القيم العائلية. إزدواجية المعايير هي سمة المفكرين الغربيين المدمنين على مفاهم مثل أسلمة أوروبا والإسلاموفوبيا وأوروبيا حيث يناقضون أنفسهم بخصوص إنخفاض معدل الولادات في بلدانهم بينما يقومون بتشجيع كل التصرفات التي تنتقض من القيم العائلية بل وحتى تعتبر الزواج وتكوين أسرة موضوعا مستهجنا.
المشكلة لها وجهان, الأول المهاجرون المسلمون الذين يرفضون الإندماج ويستمرون بالعيش قرب بعضهم البعض ربما لإقتناعهم مسبقا بأن ذالك يشكل نوعا من الحماية في بيئة يتم حشو أدمغتهم انها عدائية نحوهم. وفي تلك الحالة فإنه من الصعوبة إقناعهم بعكس تلك الأراء العوجاء. وأما بالنسبة للثاني فتلخصها حالة المهاجر إلى فرنسا التي ذكرتها حيث يختصر الكثير من الغربيون مفهوم الإندماج بذهاب نساء المسلمين للمسابح المختلطة وإرتدائهم البكيني.
بعض الكتاب الغربيين اليمينيين المعادين لكل ماهو مسلم يحاولون الإصطياد في المياه العركة بنوعية أسئلة عن المسلمين الذين لم ينتفضوا ضد المجزرة التي تم إرتكابها في إحدى المدارس الروسية في بيسلان؟ كم مسلما إستنكر المجزرة؟ ماهي النسبة المئوية من المسلمين المستعدة لإستنكار تلك الأفعال في العلن؟ كم مسلما على إستعداد للإنضمام إلى مجموعة أو نادي إجتماعي لإدانة تلك الأفعال وأن مرتكبيها لا يمتون للإسلام بصلة؟ كم مسلما ساروا في مظاهرات ضد ماتم إرتكابه في مدريد, لندن ونيويورك؟ كم مسلما مستعد للجهر بأنه لم يهاجر لأمريكا أو أوروبا لتنشئة أسرته وفق مبادئ الأصولية الدينية؟
أحد هؤلاء في حوار على الفيسببوك من خلال أحد الجروبات التي كنت مشتركا فيها وهو من الولايات المتحدة إستنكر عدم السماح للمرأة بتعدد الأزواج وإعتبر ذالك تمييزا فإقترحت عليه وهو كان متزوجا أن يقبل بزواج زوجته مني ومن ثلاثة أو أربعة أخرين فيكون بذالك قدوة بدلا من التنظير ورمي الإتهامات, عندها تهرب من الإجابة بوضوح وأنه كان عنده فضول وتفوه بكلام ليس له أي معنى.
هناك من يستشهد ببعض الحالات كدليل على تغلغل الأسلمة في المجتمعات الغربية. في بريطانيا يقومون بإعادة بناء نصف الحمامات في سجون المملكة بسبب مزاعم سجناء مسلمين أنها تتجه نحو القبلة حيث يقومون بقضاء حاجتهم بطريقة تسبب لهم الإزعاج.
حالة أخرى هي قرار المحكمة العليا في ولاية ماسوشيتس الأمريكية في أن إدارة السجون في الولاية لم تقد تبريرات كافية لرفضها توفير لحوم معينة كالجمل والثيران لسجنائها المسلمين وذالك في مناسبات دينية معينة؟ تثير تلك الحالة إستغراب الكثيرين ومنهم أنا شخصيا فلست اعلم عن أي مناسبة إسلامية تفرض توفير لحوم جمال أو ثيران فيها. هل تذوق أحدكم الوجبات الجاهزة التي يقدمونها للجنود وتدعى(MRES)؟ وهل يستحق سجين الرفاهية التي يحرم منها جندي في ظروف المعركة؟
سوف أتفهم الحالة الاولى فتلك مسألة منطقية وحساسة وناتجة عن سوء تخطيط حيث تم بناء أغلب السجون منذ فترات طويلة وبعضها يعتبر تاريخيا بالنسبة لفترة بنائه ولكن ماذا عن الحالة الثانية؟ هل سوف يتم مثلا في المستقبل بناء سجون خصيصا للمسلمين في الدول الأوروبية؟
تكمن المشكلة برأي الكثير من الكتاب الغربيين في نظام الرعاية الإجتماعية الفاشل خصوصا في أوروبا حيث يستمر الكثير من المهاجرين في تلقي الإعانات الإجتماعية بدون أن يسألهم أحد أن يقوموا بعمل نافع حتى لو كان تطوعيا.
خليفة قبلان أو مايعرف باللقب المضحك خليفة كولون قام بتأسيس خلافته المزعومة في الوقت الذي قضاه يتلقى أموال الرعاية الإجتماعية متعطلا(وليس عاطلا) عن العمل لأنه قد يكون يعتبر تلك الأموال غنيمة حرب ورزقا إلهيا أرسله الله له من غير حساب. ولم يكتفي الخليفة التركي المزعوم بذالك بل قام بالتخطيط لخطف طائرة وقيادتها لتصطدم بضريح مصطفى كمال أتاتورك في تركيا حيث تم ترحيله إلى تركيا إثر تلك المحاولة.
أحمد رسام قام بالتوجه من مونتريال حيث كان يعيش على إعانات الضمان الإجتماعي إلى الولابات المتحدة حيث كان يخطط لتفجير مطار لوس أنجلوس.
عبد الناصر بن بريكا زعيم مجموعة إسلامية في أستراليا ولمدة عشرة سنين لم يقم بأي عمل وكان يعيش على أموال الضمان الإجتماعي والأن هو مسجون بتهم متعلقة بالإرهاب وتتلقى زوجته 50 ألف دولار سنويا من أموال دافعي الضرائب كإعانات إجتماعية.
لسبب غير معلوم تمتلك بريطانيا جاذبية لأمثال هؤلاء كأبو حمزة المصري الذي قاضى الحكومة البريطانية من أجل زيادة أموال الرعاية الإجتماعية التي تتلقاها زوجته بينما هو مسجون بتهمة التحريض على القتل. أبو قتادة وهو وكيل الدعاية لتنظيم القاعدة في أوروبا كان يعيش من أموال دافعي الضرائب البريطانيين حتى إكتشفت الحكومة البريطانية أنه نصاب وفي حسابه في البنك 150 ألف جنيه إسترليني فتم قطع الإعانة عنه.
أنجيم تشاودري(Anjem Choudary) نصاب أخر تفوق على أبو قتادة حيث لا يمل من الدعاء على الكفار الذين يدفعون من ضرائبهم أموال الرعاية الإجتماعية له ولزوجته حتى يتفرغ لتلك المهمة المقدسة. وحين سألوه في إحدى المقابلات على البي بي سي عن السبب في عدم إنتقاله لبلد أخر يحكم بالشريعة الإسلامية, فكانت إجابته: أن الأرض كلها ملك لله. سوف أتفق من ناحية المبدأ مع تلك العبارة ولكني أعلم أيضا أنه في نفس المصادر التي يقتبس منها تشاودري(Choudary) تلك العبارة, هناك أيضا حديث شريف بما معناه أن يحتطب الشخص فيأكل من عرق جبينه خير له من أن يسأل الناس كما يفعل ذالك المشعوذ وأمثاله من الكهنة والمشعوذين ممن يعيشون على أموال الضمان الإجتماعي لدافعي الضرائب الغربيين.
مرتكبي تفجيرات مترو الأنفاق في لندن كانوا أيضا من متلقي أموال الرعاية الإجتماعية والتي بلغ مجموعها أكثر من 500 ألف جنيه إسترليني.
ولكن ماهو تعريف الإرهابي؟
الهجوم على الصحيفة الفرنسية التي نشرت رسوما مسيئة لزعيم تنظيم داعش الإرهابي هو عمل إرهابي من وجهة نظر الغرب ولكن الهجوم الذي أدى لمقتل ثلاثة طلاب مسلمين في جامعة شمال كارولاينا-تشابيل هيل(north carolina at chapel hill) هو جريمة جنائية. إذا إرتكب المسلم أو الأمريكي الأفريقي جريمة في الغرب فإن أصله العرقي كله يتم إدانته وتجريمه. مرتكب مجزرة تشابيل هيل(chapel hill) تم تصنيفه من قبل الكثير من الوسائل الإعلامية وخصوصا الأمريكية على أنه مختل عقليا بينما إذا كان مسلما فهو مصنف كإرهابي أو إذا كان أسودا فهو مجرم خطير يجب زجه في السجون لأنه خطر على المجتمع. ملاحظة بسيطة هي أن المجرم مرتكب الجريمة في تشابيل هيل كان بحوزته أسلحة مرخصة فهل في الولايات المتحدة يتم ترخيص أسلحة للمختلين عقليا؟
هل جميع العرب أو المسلمين أبرياء حتى تتم إدانتهم أم أنهم مدانون حتى تثبت برائتهم؟
يتم نفي صفة الإعتدال عن المسلمين وأنه ليس هناك مسلمون معتدلون أو انهم إذا وجدوا فهم أقلية وليسوا مؤثرين. أي أنه هناك توجه لدى الكثير من الكتاب المحافظين واليمينيين بإستغلال ذالك لتجريم الإسلام ككل.
الإسلام هو الإسلام, المسيحية هي المسيحية, اليهودية هي اليهودية وليس هناك فائدة من تكرار محاولة تجريم أديان بكاملها بسبب أفعال أشخاص كانت نتيجة إنعكاسات البيئة التي عاشوا وتربوا فيها. داعش هي أحد الأمثلة حيث ينتمي إليها الكثير من الدول الغربية من ألمانيا والسويد وبلجيكا ودول كثيرة أخرى ويقومون بأفعال إجرامية لم تكن لتخطر على بال المسؤولين عن محاكم التفتيش في العصور الوسطى فهل شعوبهم كلها مجرمة؟
هل إرتكاب الأفعال الإرهابية والإجرامية من قبل بعض فئات الشعب أو المنتمين لأي دين أو مذهب يبرر تجريم الشعب بكامله أو إدانة دين ووصمه بالدين الإرهابي؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

Thursday, September 17, 2015

ماهي المساهمات التي سوف تقدمها التكنولوجيا في سبيل تحسين نوعية الحياة المستقبلية؟

إن تحسين نوعية الحياة التي نعيشها هي أحد أهم فوائد التطور في تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت حيث من المتوقع أن تحتوي شقة المستقبل على عدد من الوسائل والتقنيات التي تساهم في ذالك. الميزة الأهم في الوسائل هي أنه يمكن تعديلها بما يناسب إحتياجات المستخدم كما يمكن تطويرها بإستخدام منصات عمل مجانية وتقنيات المصادرالمفتوحة. إن تلك التكنولوجيا ليست في متناول طبقات واسعة حاليا وتعتبر مكلفة ماديا ولكن مع مرور الوقت وإنخفاض ثمنها فسوف تكون في متناول شرائح واسعة من المستخدمين. من الممكن إدارة منزلك كاملا والتحكم به بواسطة تطبيق على هاتفك المحمول حيث يمكن إشعال أو إطفاء الأضواء أو تشغيل كاميرات المراقبة أو ستائر المنزل كما يقال أن منزل رئيس إدارة ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس يتم التحكم به بتلك الطريقة.
أجهزة العرض ثلاثية الأبعاد هي أحد ثمرات ذالك التطور التكنولوجي حيث سوف تكون سببا في نقلة نوعية لطريقة تخزين وعرض الصور والفيديوهات حيث سوف تحول المنزل إلى مايشبه قاعة سينما بخصائص عرض ثلاثية الأبعاد. سوف يصبح في المستقبل عرض الصور بأبعاد ثلاثية كما يمكن تحويل الفيديوهات الملتقطة إلى طريقة العرض ثلاثية الأبعاد حيث يمكن لأصدقائك او أقاربك ممن فاتهم حفلة زفافك مشاهدتها مرة أخرى كما هي حصلت في الواقع.
سوف نتمكن في المستقبل في التحكم بمحتوى مانشاهده وكذالك الوقت الذي نرغب فيه بالمشاهدة بدون أن نكون ملتزمين بالأوقات التي تفرضها المحطات التلفزيونية وشركات الإنتاج. سوف يكون في متناول أي شخص منصات عمل مفتوحة المصادر لاتعتمد تقنيات الحماية والإحتكار وتكون مصنفة بطريقة إحترافية ليتمكن أي شخص من العثور على المحتوى المرغوب في أقل وقت ممكن. الخدمات المتطورة مثل موقع سبوتي فاي(Spotify) المجاني والذي يوفر لمتابعيه إمكانية الإستماع المباشر لعدد كبير من الأغاني المتنوعة والتي تكون مصنفة بطريقة تلبي كل الأذواق سوف يكون مثالا على التطور في خدمة الترفيه الشخصي.
إن موقع يوتيوب(Youtube) الشهير هو مثال أخر على تطور صناعة الترفيه والتي توفر إمكانيات لبروز أشخاص بالإعتماد على التكنولوجيا والمصادر المفتوحة لم تكن متوفرة قبل ذالك. في وقتنا الحالي قد لايحتاج شخص إلى الفضائيات والقنوات التلفزيونية والصحف ليصبح مشهورا أو يدبأ حياة مهنية مستقرة أو يجني الكثير من المال. قناة (Cutepolish) على يوتيوب كانت تنشر فيديوهات مصورة بطريقة إحترافية لكيفية عمل رسمات رائعة على الأظافر ويكفي النظر إلى عدد المتابعين لقناتها وكل فيديو تنشره لتتخيلوا العائدات التي تجنيها. إن ذالك يشكل قفزة نوعية هائلة لفتاة ربما كانت قبل ذالك مجرد بائعة في محل ملابس أو نادلة في مطعم ولكنها تمتلك موهبة فريدة.
سوف يكون من الأسهل في المستقبل التنسيق بين مجموعة من الأشخاص ممن يمتلكون مواهب فريدة ومن بلدان مختلفة وذالك للخروج بعمل فريد من نوعه كفيلم مثلا يحتل مكانة الصدارة في شباك التذاكر في دور العرض حول العالم وذالك بفضل التطور التكنولوجي في قطاع الإتصالات والإنترنت ومفهوم المصادر المفتوحة.
هل يتخيل أحدكم أنه قد يستطيع يوما زيارة بلد ما وهو جالس على أريكته؟
بفضل جهاز الهولوغراف(Holograph Box) يمكن زيارة مهرجانات البرازيل أو معاينة أماكن لقضاء الإجازة الصيفية أو حتى مشاهدة إحتفالات ساينت باتريك(St. Patrick day) في مدن أمريكية مختلفة بدون مغادرة منزلك. قد يصبح يوتيوب وغيرها من مواقع عرض الفيديوهات من ذكريات الماضي بعد تعميم أجهزة العرض الثلاثية الأبعاد والتي يمكنها من توفير العرض بحجمه الحقيقي وأبعاده الكاملة. كما أن الإشتراك بقنوات توفر تقنية العرض بإستخدام جهاز الهولوجراف المتوفر في منزلك ومشاهدة منافاسات رياضية بث حي ومباشر كأنك جالس في مدرجات المشاهدين أصبحت مسألة وقت لا أكثر ولا أقل وبسهولة تماثل الإشتراك في باقات القنوات الفضائية.
إنتقال الإنسان من مكان لأخر سوف يتطور أيضا بتطور التكنولوجيا والتي لن تقتصر على الإنترنت وتبادل المعلومات بل سوف تشمل المواصلات. تقنيات مثل الأنابيب فائقة السرعة(Supersonic Tube commutes) والرحلات الفضائية شبه المدارية(Suborbital Space Flight). تلك الطفرات التكنولوجية كانت منذ زمن ليس ببعيد تصنف كقصص الخيال العلمي كالسفر إلى باطن الأرض في رواية رحلة إلى مركز الأرض(Journey To The Center Of The Earth) حيث قام الممثل بريندان فريزر(Brendan Fraser) بتمثيل فيلم يحمل نفس العنوان. حاليا هناك مشاريع قيد التنفيذ متعلقة بتقنية الأنابيب فائقة السعرة مثل المشروع المعروف بإسم (Vactrain - Vacuum Tube Train) في جبال الألب السويسرية وفي المحيط الأطلنطي ومنها ماتم تنفيذه في اليابان.
كما أن الرحلات شبه المدارية سوف تكون مرحلة أولى في سبيل الوصول إلى رحلات فضائية كاملة فوق مستوى إرتفاع 100 كم فوق سطح الأرض.
السيارات ذاتية القيادة هي لأيضا ثمرة التعاون بين شركات السيارات والتكنولوجيا كشركة جوجل حيث بدأت ولايات أمريكية مثل نيفادا سنة 2012 بترخيص تلك السيارات بينما قامت ولاية كاليفورنيا بالمصادقة على القوانين المتعلقة بترخيص تلك النوعية من المركبات.
المجال الصحي سوف يستفيد من تطور تكنولوجيا المواصلات والإتصالات خصوصا الإنترنت حيث لن يحتاج الطبيب في المستقبل للتواجد في مكان إجراء العملية التي سوف يمكنه إجرائها من بعد بإستخدام أذرع ألية. التطور في تقنية إكتشاف الأمراض وعلاجها وإدارة السجلات الطبية سوف يجعل إستفادة المزيد من المحرومين من الرعاية الطبية المناسبة أمرا أكثر واقعية. في مجال تشخيص الأمراض أو القيام بعمليات مسح لأجزاء من الجسم بواسطة برامج يمكن تنزيلها على الهاتف المحمول سوف تصبح منتشرة حيث يستفيد منها ملايين الأشخاص ممن يعيشون على مبعدة من منشئات الرعاية الطبية المناسبة كما أن روبوتات متناهية الصغر على شكل كبسولات يمكن زرعها في الجسم لتراقب ضغط الدم ومستوى الأنسولين وإحتمالات الإصابة بأنواع السرطان المختلفة والنوبات الصدرية.
في سنة 2012 قامت إدراة الغذاء والدواء الأمريكية(FDA) بالترخيص لأول حبة دواء إلكترونية في الولايات المتحدة وربما العالم وهي من صنع شركة مقرها ولاية كاليفورنيا وتدعى (Proteus Digital Health). تلك الحبة تحتوي على دائرة إلكترونية متناهية الصغر(1 ملم مربع) تقوم أحماض المعدة على تفعيلها وإطلاق جرعات دوائية محددة مسبقا كما تقوم بإرسال البيانات إلى برنامج في الهاتف المحمول تبين مدى إستجابة الجسم للدواء وكيفية التفاعل معه من ناحية ضغط الدم وعدد نبضات القلب والأعضاء الحيوية الأخرى.
الأطباء المختصون بهندسة الأنسجة البشرية سوف يتمكنون من صناعة أعضاء بديلة للمرضى بإستخدام مواد صناعية أو حتى أنسجة من جسم المريض نفسه. التقدم في مجال الأبحاث الجينية سوف يجعل من السهل القيام بعمل فحص كامل لمحتوى الحمض الوراثي(DNA) للمريض والتعرف على تاريخه المرضي في الماضي وتقديم النصيحة له حول الوقاية من أمراض معينة قد يتعرض لها في المستقبل. إن تطور الأبحاث حول الحمض الوراثي سوف يساعد في مجال إكتشاف الأدوية لعلاج الأمراض المختلفة وكذالك التقليل من أثارها الجانبية. المقتدرون ماليا سوف يمكنهم من الدفع لقاء خدمة تصميم أدوية خاصة بهم لعلاج الأمراض المختلفة التي قد يعانون منها وبدون أثار جانبية تقريبا وذالك بفضل أبحاث الحمض الوراثي الخاصة بهم.
تطور تكنولوجيا الإتصالات والمواصلات ومن ضمنها الإنترنت سوف تساهم في الربط الفعال بين المريض, طبيبه, الأطباء الإختصاصيون, مراكز العلاج وشركات الأدوية كما أنها سوف تساهم في زيادة كفائة الطواقم الطبية وشركات توزيع الأدوية حيث يمكن تبادل المعلومات بخصوص شحنات الأدوية والتأكد من بياناتها ومطابقتها للمواصفات بإستخدام الهواتف المحمولة.
إن تكنولوجيا الإتصالات وخصوصا الإنترنت لن تكون عصا سحريا يساهم بحل جميع مشاكل العالم في غضون يوم وليلة حيث هناك الكثير من التحديات والعوائق كضعف البنية التحتية في الكثير من البلدان, إرتفاع التكلفة وإنتشار نسبة الأمية ولكنها سوف تساهم في التطور التدريجي لتلك المجتمعات بما سوف يساهم في تحسين نوعية الحياة فيها خطوة بخطوة وإلا من كان يتصور أن مواطنين هنود في الأحياء الفقيرة المعروفة بإسم(Slums) يقومون على تصدير بضاعتهم العالية الجودة مثل المعاطف الجلدية وبأسعار منافسة للسوق العالمية بدون وسيط يلتهم أغلب الأرباح وذالك بفضل محو أميتهم الإلكترونية وتعاملهم مع تطبيقات ومواقع مثل أي باي(Ebay) وباي بال(Paypal) والعديد من المواقع الأخرى حيث يتمكنون من متابعة المسار الذي تتخذه بضائعهم والوقت اللازم والتأكد من تسليمها للزبون من قبل شركة الشحن بما ساهم بإرتفاع مداخيلهم وتحسن حياتهم.
السيناريوهات لحياة المستقبل تعد حاليا ضربا من الخيال كأشياء كثيرة في السابق كانت كذالك ولكننا حاليا نتعايش معها كأمر إعتيادي. الإستيقاظ على رائحة القهوة المعدة مسبقا وفق توقيت معين وستائر تفتح بشكل أوتوماتيكي وسريرك الذي يحتوي أجهزة إستشعار لتشغيل مساج خفيف لإيقاظك, طريقة المنبه التقليدية سوف تختفي من حياتنا تدريجيا. تصفح الإيميل أثناء شرب القهوة عبر كمبيوتر لوحي مرتبط بجهاز الهولوغراف حيث سوف يتم تنبيهك لإقتراب نفاذ مخزونك من القهوة وإقتراح شراء حجم معين منها من أحد الأسواق بسعر يقل عن سعرها الإعتيادي بسبب الخصومات والتنزيلات.
الخزانة الأوتوماتيكية سوف تكون أحد مظاهر تلك الحياة حيث سوف يخرج منها وبطريقة ألية بذلة فاخرة لأنك لديك موعد مهم اليوم على جدول أعمالك. منزلك سوف تتحكم به عن طريق أداة تشبه الساعة وترتديها حول معصمك.
حتى تلك المقابلة المهمة التي من المفترض بك حضورها ذالك اليوم سوف تجري في مكتبك عبر الهولوغراف مع أشخاص لا يتكلمون لغتك ولكن خدمة الترجمة الفورية سوف تكون جاهزة لترجمة الحوار لحظة بلحظة وحتى أنك سوف تحاورهم كما لو أنهم جالسين أمامك ومن شاهد أفلاما مثل أفاتار(Avatar) يعرف أين سوف يوصلنا التقدم في تلك النوعية من التكنولوجيا, تسمية أفلام الخيال العلمي التي كانت تطلق على تلك النوعية من الأفلام سوف تصبح خبرا من الماضي حيث سوف تتحول تلك الأفلام إلى واقع.
هاتفك الذكي سوف يقوم بتذكيرك بمناسبة هامة كعيد ميلاد أحد أقربائك ويقترح الهداية المناسبة وأفضل الأماكن لشرائها. مايعرف بجهاز الهابتيك(Haptic) والمتعلق بتكنولوجيا اللمس والإحساس والذي يمكن تثبيت شريحته في كعب الحذاء سوف يذكرك عن طريقة لمسة خفيفة أنك سوف تتأخر عن موعدك في حال أضعت المزيد من الوقت في شرب القهوة داخل منزلك بدلا من الخروج لركوب سيارة ذاتية القيادة التي سوف تقلك إلى مكتبك.
التنبئ بالتقدم الذي سوف تحققه البشرية بفضل التطور في تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت سوف يبقى بلا حدود, من لايملك تلك التكنولوجيا سوف يحصل على بعض منها ومن يملكها سوف يحصل على المزيد. سوف يكون هناك كما ذكرت عدد من العقبات حيث سوف يتمكن الأثرياء من التمتع بكافة تلك المزايا التكنولوجية ولكن مع مرور الوقت سوف يتم تعميم الكثير من تلك المزايا حين تنتشر وتصبح قابلة لأن تدر عوائد تجارية حيث سوف ينخفض سعرها بفضل زيادة الإنتاج وقاعدة المستهلكين.
مع بالغ تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Tuesday, September 15, 2015

هل ساهم تطبيق النظرية الكينزية في حل أزمة الرهون العقارية 2007-2008 في الولايات المتحدة؟

لم يكتب لجون ماينارد كينز( John Maynard Keynes) المتوفي سنة 1946 وصاحب النظرية التي تعرف بالكينزية أن يعيش ليرى كم من الأخطاء والكوارث تم إرتكابه بإسم نظريته, ولو كان حيا ماهو رأيه بذالك؟
جون ماينارد إستخدم عددا قليلا من المعادلات في كتاباته ولكن قدم في الوقت نفسه شرحا وافيا ومستفيضا لنظريته الإقتصادية.  إن الكثير من المعادلات الإقتصادية والرسومات البيانية المرتبطة في عصرنا الحالي بالنظرية الكينزية بدأت في الظهور في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات(1940s-1950s) ولذالك تبقى محل شكوك في مدى إرتباطها الفعلي بجون ماينارد كينز.
قام جون كينز قبل وفاته بوقت قصير بالتعاون مع إيرنست فريدريك شوماخر(E.F. Schumacher) بمحاولة إخراج فكرة عملة عالمية إلى حيز الوجود سنة 1942 تدعى البانكور(Bancor) وكلن ذالك بطلب بريطاني من أجل تقديم ذالك الإقتراح للبحث فيه في نهاية الحرب العالمية الثانية في مؤتمر بريتون وودز. العملة الجديدة سوف تكون قيمتها مرتبطة بسلة سلع أولية يعد الذهب أحدها.
كان جون كينز من أشد المعارضين للطريقة التي تم فيها تطبيق المعيار الذهبي الكلاسيكي سنة 1920 ولكنه كان واعيا بمافيه الكفاية ليدرك أن أي عملة ناجحة لابد لها من أن تستند على قيمة معينة مناسبة والتي كانت في رأي من المناسب أن تكون سلة سلع أولية.
النظرية المالية الحديثة تستند بشكل رئيسي إلى عامل(V) أو سرعة تداول النقود وهي مرتبطا تماما بسلوك المستهلكين وطريقة إنفاقهم لأموالهم بينما النظرية الكينزية تستند إلى مجموعة عوامل وليس عامل واحد كسابقتها.
العامل الأساسي التي تستند عليه النظرية الكينزية يعرف بإسم العامل المضاعف(Multiplier) حيث أن كل دولار عجز تنفقه الحكومة يتولد عنه دولار أو أكثر كناتج إقتصادي بعد الأخذ في الإعتبار كافة العوامل الثانوية. عامل أخر من العوامل التي تستند عليها النظرية الكينزية هي مايعرف بإسم الطلب الكلي(Aggregate Demand) والمتعلقة بمعدل الإنفاق الكلي والإستثمار في الإقتصاد المحلي. مثال بسيط هو أن فقدان موظف لعمله لن يؤثر حصريا بالموظف نفسه ولكن تغيير الكيفية التي ينفق فيها ذالك الموظف المفصول أمواله سوف تؤدي بأشخاص أخرين لفقدان وظائفهم.
الحكومة يمكن بحسب النظرية الكينزية أن تعزز الطلب الكلي عن طريق إنفاق الأموال في مشاريع البنية التحتية على سبيل المثال كما حصل في حزمة إنفاق قدرها 50 مليار دولار أعلن عنها الرئيس أوباما إثر أزمة عام 2007-2008 الإقتصادية.
هناك من يزعم أن النظرية الكينزية والطلب الكلي قد فشلتا في إحداث أي نتيجة إيجابية وأن تلك النظريات لاتستند إلى أي أساس حقيقي وواقعي. في الحقيقة أن مشروع (Interstate Highway Act) الذي تم إقراره في عهد الرئيس الأمريكي أيزنهاور سنة 1956 يعد أوضح مثال على نجاح النظرية الكينزية إذا توفرت الظروف المناسبة. ذالك القرار ولو أنه كان في صالح شركات السيارات في الولايات المتحدة إلا انه أدى إلى إزدهار إقتصادي كبير في قطاع السيارات وكذالك قطاع البناء. ففي قطاع السيارات أدى توفر عشرات الألاف من الوظائف في مصانع السيارات وكذالك الخدمات المرتبطة بها إلى خفض نسبة البطالة كما ان ربط المدن والبلدات التي يزيد عدد سكانها عن خمسين ألفا بشبطة الطرق السريعة أدى إلى إرتفاع أسعار العقارات فيها وإزدهار حركة البناء وكافة المجالات المرتبطة بالبناء ومستلزماته. حتى في وقتنا الحالي فقد تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق قفزة إقتصادية نوعية لم تم إعتماد مشروع لخطوط توزيع الغاز يتبع نفس طريقة التخطيط لمشروع الطرق السريعة سنة 1956 وإنشاء محطات غاز في الطرق السريعة وتقليل إعتماد مركبات النقل على الوقود السائل والتحول لإستخدام الغاز والذي يتوفر في الولايات المتحدة وبكميات كبيرة.
النظرية الكينزية والطلب الكمي ليست الطرق الوحيدة التي يمكن أن تتبعها الولايات المتحدة في محاولة لإيجاد حل للكساد الإقتصادي حيث يمكنها طبع النقود أو الإستدانة أو فرض الضرائب على المواطنين. الحل الأول هو طبع النقود أو مايعرف بالتيسير الكمي ولكنه يخلق نموا إقتصاديا إسميا وموجة تضخم في وقت لاحق. الحل الثاني هو الإستدانة ولكن زيادة نسبة الدين العام مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي سوف في مجمل النمو الإقتصادي حين تلتهم الفوائد الناتجة عن خدمة الدين نسبة كبيرة من ذالك الناتج. الحل الثالث وهو فرض الضرائب مما سوف يؤدي إلى إنخفاض نسبة السيولة التي في أيدي المواطنين لإنفاقها على السلع والخدمات المتنوعة.
وبالعودة إلى العامل المضاعف(Multiplier) فقد توقع مستشارون للرئيس الأمريكي أن برنامج التحفيز والذي تكلف 787 مليار دولار أمريكي سوف يكون عامله المضاعف 1.54 بما يجعل مجمل المبلغ بعد النجاح المفترض لبرنامج الإنفاق هو 1212 مليار دولار(787مليار+425مليار)= 1 تريليون 212 مليون دولار أمريكي.
بلغ عجز الميزانية الفيدرالية سنة 2007 مبلغ 162 مليار دولار, سنة 2008 مبلغ 483 مليار دولار, سنة 2009 مبلغ 1.4 تريليون دولار, سنة 2010 مبلغ 1.2 تريليون دولار, سنة 2011 مبلغ 1.6 تريليون دولار و سنة 2012 مبلغ 1.1 تريليون دولار. ولتبرير حزمة إنعاش بذالك الحجم وفي ظل عجز الميزانية الذي سجل قفزات هائلة في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما فلا بد للأدلة على فاعلية العامل المضاعف قوية. ولكن تلك مسألة نسبية فهناك من يرى إنخفاض الإنتاجية بسبب العامل الكينزي المضاعف. بعض التقديرات جعلته 0.96 في بداية برنامج التحفيز ليصل إلى 0.48 في نهاية سنة 2010. ولكن كما ذكرت سابقا فذالك ليس صحيحا بالمطلق وكل حالة يجب أن تدرس بشكل منفصل.
ولكن السؤال الذي يطرح هو هل كانت الظروف التي تمر بها الولايات المتحدة في تلك الفترة تصلح لتطبيق نظرية العامل المضاعف الكينزية؟
من شروط نجاح برنامج التحفيز ونظرية العامل المضاعف:
- أن يكون تطبيقها على المدى القصير
- أن يكون الإقتصاد أو الشركات التي من المقرر أن تستفيد من برنامج التحفيز تعاني من مشكلة سيولة وليس مشكلة ملائة مالية.
- تعمل برامج التحفيز في ظروف الركود المعتدل, أي أن لايكون الإقتصاد في حالة ركود مزمن
- أن يكون الإقتصاد قد دخل فترة الركود بأقل قدر ممكن من الديون ولو كان بدون ديون فذالك أفضل لعمل برامج التحفيز
أحد أهم النقاط التي يمكن فهمها مما سبق ذكره بخصوص شروط نجاح برنامج التحفيز ونظرية العامل المضاعف هو أنه لايمكن فصل العلاقة بين مستوى الدين الحكومي ونجاح برنامج التحفيز من عدمه. الولايات المتحدة كانت غارقة في الديون مما أدى إلى تخفيض تصنيفها الإئتماني لأول مرة في تاريخها وتعاني من مشكلة ملائة مالية وعجز كبير في الميزانية, الظروف التي لا تعد ملائمة من وجهة نظر الكثيرين لتطبيق برنامج تحفيز مالي.
المؤيدين لتطبيق برنامج التحفيز ذكروا توقعاتهم لنهاية سنة 2010 بخصوص نسبة التوظيف وأنها تبلغ 137 مليون وظيفة بينما العدد الفعلي هو 130 مليون. الناتج المحلي الإجمالي سوف يزداد 3.7% بينما في الواقع ربما إزداد بشكل ضئيل لا يكاد يذكر. معدل البطالة في ظروف الكساد الإقتصادي لن يزيد عن 8% بينما في الواقع قد إرتفع 10.1%.
برنامج أوباما التحفيزي ربما أنقذ بعض الوظائف في القطاع الحكومي حيث تسيطر لوبيات الضغط التابعة للنقابات العمالية وتم تنشيط الإقتصاد لفترة قصيرة جدا ولكن فيما عدا ذالك فقد فشل في تحقيق أي من أهدافه وتحولت تكاليف ذالك البرنامج لتضاف إلى عجز الميزانية الأمريكية المتخمة بالديون. البرنامج تحول لمكافئات وحوافز وتعويضات لمدراء وأعضاء مجالس البنوك والمؤسسات المالية المفلسة وبعشرات الملايين من الدولارات بل أن بعضهم قام بمقاضاة الحكومة الأمريكية بسبب مزاعم بمبالغ مالية مستحقة لمؤسسته لم تدفعها الحكومة وبلغت أكثر من 300 مليون دولار بينما لم ينل بسطاء الموظفين في المصانع والشركات التي كانت تتبع تلك المؤسسات المفلسة أي حقوق مالية بموجب الحماية التي يقدمها لتلك المؤسسات قانون الإفلاس.
نفذت الخيارات من أيدي صانع القرار الأمريكي بخصوص التصرف حيال أي أزمة إقتصادية قادمة حيث أن أسعار الفائدة هي حاليا 0% وعجز الموازنة وصل لمستويات غير مسبوقة ومدخرات الأمريكيين تبخرت في أزمة 2007-2008 ومستوى الدين الداخلي يمكن أن يوصف بالكارثي. لو واجهت الولايات المتحدة أزمة رئيسية في الشرق الأوسط أو أسيا فلن يكون هناك مجال لتوفير أي ميزانية وقد تلجأ لإجرائات طارئة كالتي قام بها الرئيس روزفلت سنة 1933 أو التي قام بها الرئيس نيكسون سنة 1971, إغلاق البنوك, حيازة الذهب من المواطنين والشركات والمؤسسات, تعرفات جمركية على الصادرات وتحديد لحركة رأس المال. وقد تشمل تلك الإجرائات مصادرة الإحتياطات الذهبية المودعة من قبل دول أخرى كأمانة لدى الحكومة الأمريكية وهو تقليد يعود إلى زمن الحرب العالمية الأولى والثانية حيث كانت أمريكا تنعم بالأمن المفقود لدى الدول الأوروبية بسبب ظروف الحرب.
فماهو طريق الحل الذي سوف يتبعه بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتفادي تلك الأزمة؟ وهل هناك خريطة طريق لمنع إنهيار النظام الإقتصادي العالمي في الأزمة الإقتصادية القادمة التي يظن الكثيرون أن وقت حدوثها قد إقترب؟
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

Monday, September 7, 2015

مأساة الطفل السوري الغريق برعاية عربجية الجزيرة والعربية والإعلام الغربي ونوشتاء السبوبة والحكوكيين

شاهدنا مؤخرا حفلات اللطم وسيمفونيات النواح الذي قام به عربجية الإعلام العربي والأجنبي على قصة الطفل السوري الغريق وعائلته التي لم ينجو منها إلا الأب. على حين غرة إستيقظت ضمائر القتلة والمجرمين ممن قتلوا قبل ذالك مئات الألاف من أطفال العراق من الجوع والمرض حين حاصروا العراق لإسقاط صدام حسين وفرضوا عليه مايسمى ببرنامج النفط مقابل الغذاء وذالك بحجة الأسلحة النووية المزعومة. إستيقظت ضمائر من هدموا المدن اليوغسلافية على رؤوس ساكنيها تحت ذريعة منع مأساة إنسانية ولكنهم تسببوا مكانها بعشرات المأسي؟ هل لأحد أن يذكرني من كان يتفرج على مسيحيي تيمور الشرقية وهم يذبحون ويبيع الأسلحة للحكومة الأندونيسية لتقتل المسيحيين في تيمور الشرقية تحت بصر ومرأى المجتمع الدولي؟ على حين غرة إكتشفت أوروبا من أدنا لأقصاها أنه هناك مشكلة إسمها لاجئين سوريين حيث أعلنت قبولها أعدادا كبيرة منهم ثم أعلنت أن وجودهم يهدد أمنها وهويتها المسيحية.
هل إحتاج الغرب المهدد بالمشكلة الديمغرافية لكل تلك السنين ليكتشف انه هناك مشكلة إسمها لاجئون؟ ولكن لنتوقف لحظة ونسأل ماذا عن مشكلة اللاجئين العراقيين قبل ذالك؟ ألم يكن هناك مهربون وقوارب موت؟ لماذا لم نكن نسمع عنها كل تلك الضجة في وسائل الإعلام؟ ألم تغرق قوارب لاجئين قبل ذالك وكان على متنها أطفال قذفت بهم أمواج البحر نحو الشواطئ؟
ثم ماهذه الإنسانية التي هبطت فجأة على الغربيين؟ ألم يقوموا منذ شهور قليلة بتصوير لاجئين سوريين يغرقون في البحر واحدا بعد الأخر بعد إنقلاب قاربهم في البحر؟ لماذا لم يقوموا بإنقاذهم بدلا من تصوير ذالك الفيديو؟ أليست طرق التهريب معروفة للسلطات التركية واليونانية والأوروبية؟ هل بحرية أوردوغان تعجز عن مراقبة 3 كيلومتر من أمواج البحر وهي المسافة المقطوعة للوصول إلى أقرب نقطة حدود بحرية يونانية أم أن كلامه عن كفائة وتسليح سفنه الحربية التي سوف يرسلها لمرافقة أساطيل حريته المزعومة لقطاع غزة كان تهديدات جوفاء؟
هل وضع اللاجئين السوريين في أقفاص الحيوانات كما شاهدت في بعض الصور ينطبق على معايير الحرية وحقوق الإنسان التي تعامل بها بعض الدول الغربية اللاجئين؟
وهل إحتاجت أنجيلا ميركل إلى صورة الطفل السوري الغريق لتقوم بتغيير رأيها الذي أعلنته منذ فترة قصيرة بأن ألمانيا غير قادرة على إستيعاب طوفان اللاجئين حين يتوقعون 500 ألف لاجئ؟ ألم تعلن ذالك في مؤتمر صحفي وأبكت طفلة فلسطينية لاجئة؟ كيف قامت بتغيير رأيها وتحولت ألمانيا بقدرة قادر للقبول بإستيعاب 800 ألف لاجئ؟ هل الذاكرة التي يتمتع بها النشطاء الحقوقيون مماثلة لذاكرة للأسماك؟
يعجبني المنطق الذي يتعامل معه إعلام المعارضة السورية منذ بداية ثورتهم الطائفية المزعومة مع كل الإشكاليات التي تواجهه. عمليات التطهير العرقي والإعدام العشوائي بدم بارد التي يقوم بها مقاتلوه هي عمليات فردية لا تمثل وجهة نظر المعارضة الصديقة للأقليات. المظاهرات المليونية المزعومة والتي تطلق هتافات طائفية تدعو للتطهير العرقي لسوريا تتحول بقدرة قادر إلى بضع عشرات من الأشخاص يمثلون أنفسهم لتعود في اليوم التالي وفي نفس المدينة ونفس المكان لتتكون من مئات الألاف. الجنود السوريين تحولوا لشبيحة وقتلة بينما الشيشانيون والأفغان والعراقيين والمغربيين والتونسيين تحولوا لمقاتلي حرية ومعارضة سورية معتدلة يجب أن يتفاوض معها النظام. يحق للمعارضة أن تقصف المناطق المؤيدة بمدافع جهنم بينما لايحق للنظام أن يدافع عن نفسه ومناطقه وإلا تحول ذالك لمجازر وجرائم. المقاتلون الذين يمثلون المعارضة السورية يتألفون من خليط عجيب من القتلة ومهربي المخدرات والسلاح والعاطلين عن العمل ويطلقون على أنفسهم ألقابا عسكرية ويقلدون أنفسهم رتب بينما جنود الجيش السوري المحترفون والمتفرغين لتطهير سوريا من الطرف الأول يتحولون بقدرة قادر إلى ميليشيات أجنبية وطائفية. يحق للمعارضة السورية أن تتلقى الدعم حتى من إسرائيل بينما إذا تلقى الجيش السوري دعما من سوريا أو إيران وفنزويلا والجزائر والصين وهي دول حليفة وصديقة, يسمعنا الإعلام الغربي سيمفونيات العزف النشاز عن الدعم الذي تتلقاه الحكومة السورية وجيشها من الديكتاتوريات وكأن مقاتلي المعارضة السورية سوف يكتبون دستورا جديدا ليس لسوريا بل للولايات المتحدوة نفسها التي تفكر في الإستعانة بخبراتهم الديمقراطية. يحق لجبهة النصرة وداعش والجيش الحر القيام بعمليات خطف لمئات النساء والأطفال تحت ذرائع طائفية ويحق لهم إغتصاب النساء تحت مسمى جهاد النكاح وسرقة أعضاء الأطفال لبيعها لمن يدفع أكثر بينما لايحق الأمن السوري إعتقال من يسمي نفسه ناشط حقوقي يجري إتصالا مع فضائية عن مظاهرة مليونية في دمشق بينما هو يجلس في دير الزور او حتى في لبنان. مسموح للمعارضة السورية أن تتفاخر بعشرات فيديوهات التعذيب لمن تختطفهم وتنشرها على اليوتيوب والفيسبوك وكافة وسائل التواصل الإجتماعي بينما تقيم المنظمات الحقوقية خصوصا الأجنبية معارض لصور تعذيب مزعومة إشترتها المعارضة السورية من ضباط أمن سوريين وبالطبع أي معرض تماثل تقيمه الحكومة السورية لجرائم المعارضة المعتدلة هو فبركات.
لاتفهموني خطأ فذالك المنطق يعجبني لتفاهته وتفاهة من يتبعه ممن يشحذون التعاطف في المواقع والمنتديات وكافة الوسائل الإعلامية بصورة مكياج يتم عملها في أستديوهات مماثلة لتلك التي كان يقيمها الناشط الحقوقي المزعوم خالد أبو صلاح والذي يشبه في شكله الشخصية الكرتونية في المسلسل الكرتوني الرغيف العجيب. ذالك العربجي مع إحترامي للعربجية الذي يكسبون عيشهم بشرف تورط في محطة السي إن إن الأمريكية أساتذة في الكذب والحرب الإعلامية والنفسية وذالك في فضيحة تفجير خطوط النقل التابعة لمصفاة حمص. شبيه الرغيف العجيب وأعني خالد أبو صلاح كان يتخذ من إمبراطورية بابا عمرو مقرا بالإشتراك مع عرجبي أخر كان يسمي نفسه قائدا لما يسمى كتائب الفاروق حيث تقع إستديوهات المكياج والخدع السينمائية الخاصة بشركة الثورة السورية المساهمة المحدودة لصاحبها الرغيف العجيب وعبد الرزاق طلاس.
مئات قوارب الموت التي تنقلب في البحر وألاف القتلى من اللاجئين والسؤال هنا من يقنعهم بتلك الفكرة الجهنمية؟ من هو الذي يدير عصابات بيزنس التهريب في تركيا؟ وهل من المعقول أن الحكومة التركية لم تستطع كبح جماحه إلى الأن؟ هل الأمن التركي نائم أم أنهم متورطون وشركاء ويغضون الطرف مقابل مبلغ معلوم أو حصة شهرية؟ هل تعجز الدول الغربية عن وقف مشكلة قوارب الموت وهي التي كانت تتفاخر قبل إسقاط القذافي في ليبيا أنها حاصرت ليبيا من البحر بحيث تعجز السمكة عن السباحة ودخول المياه الإقليمية الليبية بدون إذن؟
العجيب أنهم فعلوا الشيئ نفسه في العراق ومع ذالك يزعمون أن ضرباتهم الجوية ضد داعش وقوافلها غير فعالة وأن الأسلحة التي من المفترض أن يتم إسقاطها للجيش العراقي يتم إسقاطها بالخطأ في مناطق سيطرة داعش وجل من لا يسهو. قاموا في السابق بمحاصرة العراق وليبيا ويوغسلافيا حتى لا يستطيع أحدهم إدخال إبرة خياطة بدون إذن والأن يزعمون أنهم لا يستطيعون وقف مشكلة قوارب الموت أو القصف الجوي المركز على حشود داعش.
الكارثة الهزلية هي ظهور كهنة المعابد والمشعوذين على فضائيات مختصة بتكفير كل من يخالفهم الرأي بالإضافة إلى دعايات تروج للشعوذة والأعشاب التي يزعمون أنها تستخدم كعلاجات وذالك للبكاء والنواح على مشكلة الطفل السوري الغريق وعائلته. تلك الظهورات الشيطانية لهؤلاء لا تتم إلا بعد تعطير اللحية ولبس ثوب وبشت من النوع الذي يكفي ثمنهما لإطعام عشرات العائلات السورية اللاجئة لشهر كامل. هؤلاء المشعوذون كمصاصي الدماء يقبعون في زاوية مظلمة ينتظرون ضحية جديدة بعد إدمان أتباعهم على الطائفية والعنصرية التي يسمعونها في تلك القنوات بشكل يومي فلا بد من تغيير السياسة الإعلامية كلما سنحت الفرصة وإلا أصيب المتابعون بالملل.
قصة الطفل السوري الغريق تم إستغلالها وتشريحها والإفتئات عليها من قبل الإعلام المعادي والمعارض بطريقة منهجية ومفضوحة وإلقاء اللوم على الحكومة السورية وعلى الرئيس السوري الذي لم يترك كرسي الحكم للأتاسي وغليون والخطيب ويارا صبري وبقية العربجية الموقعين على بيان حليب الأطفال والذين يسهرون في أفخم المطاعم ولا يقيمون إلا في فنادق الخمسة نجوم ولا يقبلون بعقد مؤتمراتهم إلا في أرقى المنتجعات. هؤلاء من يسرقون مئات الملايين من الأموال المخصصة للاجئين السوريين ثم يخرجون في المؤتمرات والمحطات الفضائية والوسائل الإعلامية ليبكوا ضياع الحرية في سوريا ويقيمون المناحات على الطفل السوري بينما لم تهتز لهم شعرة لمئات الألاف من الأطفال ممن يعيشون في مخيمات لجوء في ظل ظروف بالغة القسوة خصوصا مع حلول فصل الشتاء.
هؤلاء هم أخر من يحق لهم الكلام بإسم الشعب السوري وانا متأكد أنه عندما يستيقظ أتباعهم من غيبتهم سوف يلعنونهم وسوف يلاحقهم أطفال سوريا في الشوارع باللعنات والأحذية لو تجرأ أحدهم على مجرد التفكير بالعودة إلى سوريا أو أن يمشي في أحد شوارعها. وقبل كل ذالك سوف يلعنهم التاريخ كيف تأمروا لتخريب بلدهم وتشريد السوريين بثورتهم المزعومة.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة
الرجاء التكرم بالضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من قرائته لتسجيل زيارة للمدونة
النهاية

Tuesday, September 1, 2015

نهاية العالم كما نعرفه - هل سوف ينتصر الإسلام التلمودي على المسيحية المعاصرة في الصراع للسيطرة على أوروبا؟

البروفيسور الجامعي محفوظ كنوار(Prof. Mahfooz Kanwar) وهو مدرس علم الإجتماع في أحد الكليات الجامعية في مدينة كالغاري(Calgary) الكندية تم طرده من المسجد بعد إحتجاجه على الإمام الذي كان في صلاة جنازة يقوم بالدعاء على الكفار بالويل والثبور وعظائم الأمور وأن يحميهم الله منهم لأنهم يقومون بتلويث أسلوب حياة المسلمين المثالي.
سليمان غالي(souleiman ghali) مواطن فلسطيني تربى على كره الشيعة والمسيحيين وعلى وجه الأخص اليهود ثم عند سفره إلى الولايات المتحدة, إكتشف الوهم الذي كان يعيش فيه وقام في ولاية كاليفورنيا بتأسيس مسجد على مبادى التسامح والمحبة والصدق والتي هي برأيه من أهم مميزات المسلم الأمريكي. سنة 2002 قام بطرد إمام المسجد لتحريضه المصلين على إتخاذ الإنتحاريين الفلسطينيين كقدوة في الحياة. الإمام وإسمه صفوت مرسي من مصر لا يكاد يحسن الكلام بالإنجليزية ولكنه قام بمقاضاة إدارة المسجد الذي يرأسها سليمان غالي بسبب الطرد التعسفي حيث قضت المحكمة له بمبلغ 400 ألف دولار كتعويض. كما أن سليمان غالي تم طرده من مجلس الإدارة ومنع من القيام بأي عمل له علاقة بالمسجد الذي تمت توسعته في وقت لاحق بشراء مبنى إضافي بسبب زيادة الإقبال في صلوات الجمعة وسماع الدعاء على الكفار بالهلاك.
المسلم المعتدل من وجهة نظر الغرب هو من يسهر في النوادي الليلية ويقضي أوقاته في اللهو والمسلمة المعتدلة هي من تتخذ عشيقا أو عدة عشاق لا مانع وتلبس فساتين السهرة القصيرة ولو كانت مثلية فذالك قمة الإعتدال. في فرنسا قام أحد المسلمين المعتدلين بتأسيس مسجد بالإشتراك مع عشيقه, كلاهما مثلي, حيث تكون الصلاة مختلطة.(Co-op). في كندا هناك 80% من أئمة المساجد يصنفون كمتشددين و20% معتدلين ولكن مرة أخرى ماهو الفرق بين التشدد والإعتدال؟ هل هناك إمام مسجد سوف يقوم بعقد زواج المثليين حتى يعترف به المجتمع الغربي أي كان على أنه معتدل؟ هل هناك إمام مسجد سوف يوافق على تخصيص جزء من مسجده لبيع المشروبات الكحولية حتى تقوم الصحافة بالدعاية له بأنه معتدل؟
وكما يقول البعض أن هناك مسلمين معتدلين مثل إرشاد منجي(irshad manji) وهي مثلية والطبيبة السورية وفاء سلطان(wafa sultan) محمد لودفيك لطفي زاهد الذي أسس أول مسجد للشواذ في فرنسا وربما في العالم ولكن هل هناك إسلام معتدل؟ والهدف من كل تلك الترهات هو تمييع وتسطيح الدين الإسلامي وإفراغه من محتواه. ولماذا نذهب بعيدا ففي الدول الإسلامية يتم ذالك بشكل ممنهج ويومي وعلى رؤوس الأشهاد حيث يتم مثلا تحليل الفائدة كما قام بذالك الشيخ يوسف القرضاوي وتحليل إغتصاب القاصرات وتشريع ذالك التصرف تحت مسمى عقد زواج والحكم بطلاق رجل من زوجته بدعوى عدم تكافئ النسب. تسخير الفتاوي الدينية لأغراض سياسية أصبح يعتبر أمرا عاديا كما أن فتوى أحد الشيوخ بقتل الميكي ماوس حولت المسلمين لأضحوكة في البرامج الفكاهية على القنوات الأجنبية. الشيخ عبد الرحمن العريفي قام بالزعم أن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لعله كان قبل نزول الوحي يبيع أو يهدي الخمر, وتلك كذبة واضحة ووقحة. وعلى الرغم من أنه لايوجد إستثنائات في الإسلام بخصوص قدح وذم النبي عليه الصلاة والسلام فلم تتم ملاحقة العريفي ولم نسمع أو نشاهد كهنة المعابد يذرفون الدموع كما فعلوا حين قام شخص جاهل يدعى حمزة الكشغري ببعض التغريدات التي تسيئ للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام. عبد الرحمن العريفي يحمل درجة الدكتوراه في الشريعة بينما حمزة الكشغري يقال أنه صوفي ولست أعلم أنه يحمل درجة علمية في أحد فروع الفقة أو التفسير أو الحديث. حتى أن درجة الوقاحة ببعضهم دفعته لإستضافة صاحب الرسوم المسيئة المنشورة في الصحف الدانيمركية وحول العالم والحجة هي سماع وجهة نظر الطرف الأخر!!!
 المشكلة التي تقلق الكثير من دوائر صنع القرار في الدول الغربية هي إنتشار الإسلام في أوروبا حيث 80% من المتحولين للإسلام هم من النساء وفي غيرها من الدول حيث أسلم الكثير من المشاهير والأسماء اللامعة ونجوم المجتمع ولاعبين كرة القدم ولعل أشهرهم هو المغني كات ستيفنز(Cat Stevens) والمشهور بإسم يوسف إسلام وأحد أكبر مؤيدي النازية في بريطانيا(David Myatt) أو عبد العزيز وهو إسمه بعد إعتناقه الإسلام حيث كان يدعو قبل إسلامه إلى منع أي مهاجر من غير ذوي البشرة البيضاء من القدوم إلى بريطانيا. سوف أعترف أنني حتى هذه اللحظة لا أفهم سبب القلق فهؤلاء أسلموا بمحض إراداتهم وهم ليسوا بحاجة للمال حتى يتم إغرائهم به. كما أن هناك طرف أخر للمشكلة ولكنه يقلق الدوائر الأمنية الغربية وليس السياسية وهو تورط الكثير من الأوروبيين(العرق الأبيض) الذين تحولوا للإسلام في أعمال عنف وقتال فيما يعرف بالبؤر الساخنة وتجنيدهم من قبل تنظيمات إرهابية كالقاعدة وكيفية التصرف حيالهم بعد عودتهم حيث هناك توجه لإسقاط جنسياتهم حيث بدأت بعض الدول بذالك ولكن المشكلة التي واجهوها هي أن هؤلاء مواطنون بالمولد وليس بالتجنس. في فرنسا يعرف ذالك بقانون الأرض أو قانون الدم ما يعني أنك إما تولد على على الأراضي الفرنسية فتكتسب حق الجنسية حتى لو لم يكن أبواك يحملانها أو كانا مهاجرين غير شرعيين, أو أنك تولد لأبوين أحدهما يحمل الجنسية الفرنسية وقت ميلادك. وفي كلتا الحالتين يمنع الدستور إسقاط الجنسية ومن الممكن إتخاذ إجرائات أخرى مثل المنع من السفر أو مصادرة الجواز لفترة معينة حتى لا يسافر المواطن لتلك الأماكن.
وإليكم قائمة ببعض الاعمال الإرهابية التي تورط فيها مواطنون أمريكييون وأوروبيون ذو خلفيات عرقية بيضاء ويتم إستخدامها كذريعة من قبل بعض المفكرين الغربيين لتجريم الإسلام بالمجمل:
- التأمر لتفجير أبراج ويل(Will Towers)  أو كما تعرف بإسمها الشهير(Sears Towers) في شيكاغو حيث تم توجيه إتهام لخلية إرهابية يسكن أفرادها في مدينة ميامي.
- البريطاني ريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة متجهة من باريس إلى ميامي عبر متفجرات مخفية في حذائة ولكنه فشل في إشعال الفتيل مما لفت أنظار طاقم الطائرة. والده طالب بوضعه في مصحة نفسية بدلا من السجن وأنا متفق مع ذالك من ناحية المبدأ ولكنه كان يجب أن يتم قبل محاولته الفاشلة وليس بعد أن قبض عليه بالجرم المشهود.
- عبدالله شهيد جمال أو المعروف بإسم(Germaine Lindsay) وهو أحد الإنتخاريين الذين قاموا بتنفيذ عمليات مترو لندن سنة 2007.
- قناص واشنطون جون ألين محمد(John Allen Muhammad).
- إبن أحد المسؤولين في حزب المحافظين البريطاني حيث كان يدعى قبل إسلامه Don Stewart Whyte أو Abdul Wahid. هو أخ لعارضة أزياء بريطانية تدعى Heather Stewart-Whyte والتي كانت متزوجة من لاعب التنس الفرنسي الشهير Yannick Noah.
بريطانيا عانت زمنا طويلا من إرهاب الجيش الجمهوري الأيرلندي خلال حربهم الإنفصالية بالإضافة إلى حرب أهلية داخل أيرلندا نفسها بين فصائل ذالك الجيش المؤيدة للبقاء ضمن حكم التاج البريطاني أو التي تطالب بالإنفصال الكامل والإتحاد ضمن الجمهورية الأيرلندية. الحرب بمجملها خلفيتها دينية بحتة تم تغليفها بنزعة الإنفصالية حتى لا تتصاب بريطانيا بالإحراج أمام المجتمع الدولي لأنه من المفترض أن عصر الحروب الدينية داخل دول الإتحاد الأوروبي قد إنتهى إلى غير رجعة.
إن ماحصل في بريطانيا أثناء تلك الفترة أن السعار الديني لا يصيب المسلمين حصريا بل قد يصيب أي دولة إن طال الزمن أو قصر, في الماضي أو المستقبل ومهما كانت هوية تلك الدولة. الحكومة البريطانية قامت بإستخدام كافة الوسائل للقضاء على الجيش الجمهوري الإيرلندي منها الإعتقال التعسفي والتعذيب أثناء الإحتجاز وأحكام السجن المشددة والقوات الخاصة البريطانية المعروفة بإسم (SAS) والتي كانت لا ترحم من يقع بيدها منهم. رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ذكر عند أحداث الشغب الأخيرة التي حصلت في بلده: عندما يتعرض الأمن القومي البريطاني للخطر فلا أحد يحدثني عن حقوق الإنسان. إن بريطانيا لم تنجح في إضعاف الجيش الجمهوري الإيرلندي ودفعه للتفاوض حتى إستخدم أقسى الوسائل وقامت بتجاهل مايسمى حقوق الإنسان. الموقف البريطاني متناقض حيث قامت بريطانيا بالعمل مع جيش تحرير كوسوفو الذي تم تصنيفه كتنظيم إرهابي وكان يقاتل إلى جانب تنظيمات مثل القاعدة كما تعاونت مع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي حيث يقع مكتب تنظيمهم الدولي في لندن بينما حاليا تقوم وسائل الإعلام البريطانية بالتعليق السلبي على الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في دول مثل سوريا ومصر وتتهم أجهزة الأمن في تلك البلدان بالقيام بتجاوزات لحقوق الإنسان التي داستها القوات الخاصة البريطانية بالأقدام يوم كانت تطار مسلحي الجيش الجمهوري الأيرلندي.
بالنسبة لبعض المفكرين الأوروبيين فإن العلمانية تعتبر المشكلة وليس الحل لأنها تركت فراغا قام الإسلام بملئه وحيث أن محاولة إعطاء هوية مسيحية للبلدان الأوروبية فشلت خصوصا بسبب إرتباط الأخبار عن الكنائس بالفضائح الجنسية والمتعلقة بالمثليين كتنصيب قساوية مثليين في بريطانيا وكنيسة في كندا قررت القبول بعقد زواج المثليين.
الغربيون يسألون أنفسهم عن الشكل الذي سوف تكون عليه أوروبا في المستقبل؟ ماهي نوعية الهوية التي سوف تتخذها؟ هل هي هوية علمانية؟ أم مسيحية؟ أم إسلامية؟ وإذا كانت إسلامية فأي تيار سوف تختار؟ هل سوف تختار الإسلام المحمدي أم إسلام داعش وغيرها من التنظيمات التلمودي؟
ولعل أحد أهم الأسئلة المطروحة بين الغربيين هو: هل فازت الأصولية الإسلامية على المسيحية المعاصرة في معركة السيطرة على أوروبا؟
النهاية