Flag Counter

Flag Counter

Wednesday, February 28, 2018

من الألف إلى الياء, الإعلام هو سيد الموقف

لقد أصبح من حكم المعلوم بالضرورة أنه لا يوجد إعلام محايد خصوصا في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي خصوصا مع تراجع  دور الإعلام التقليدي لصالح المبادرات الفردية والتي تعتبر مواقع مثل تويتر مثالا عليها. لا يتخيل أحدهم ولا يزعج تفكيره بأن قناة الجزيرة سوف تنشر خبرا له علاقة بسحب كأس العالم من قطر أو قناة العربية سوف تتناول المسألة السورية بكل نزاهة وحيادية أو أن قناة أورينت سوف تبث خبرا عن إستغلال المعارضة السورية للأطفال في قطع رؤوس من يلقي حظه العاثر به بين أيديهم. قناة الجزيرة لم تترك خبرا سيئا واحدا عن السعودية لم تقم بنشره والدعاية له خصوصا الأخبار المتعلقة بالحريات وحقوق الإنسان وسجناء الرأي. وقناة العربية بدورها تحولت لمنبر للمعارضة القطرية. حتى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إنضم للحملة المعادية لقطر وقام بالتذكير بأنها تمتلك محطة الجزيرة التي تقوم بالترويج للديمقراطية وفق مبدأ فاقد الشيئ لا يعطيه.  
عندما وقعت حادثة الإعتداء بالضرب على فنان الكاريكاتير السوري علي فرزات والذي يظن نفسه أنه سوف يرث عرش الشهيد ناجي العلي في ذالك الفرع الراقي من الفنون, قامت الدنيا ولم تقعد على أصبح على إصبع علي  فرزات المكسور وعلى الإعتداء الوحشي الذي تعرض له في محاولة لإسكاته. وقد بالغ بعضهم بتصويرها على أنها محاولة إغتيال رغم أن الظروف المحيطة بالحادثة تشير إلى أن المعارضة السورية هي المستفيد من الحادثة التي هي ليست من مصلحة أطراف حكومية سورية التورط فيها. حتى أمين عام الأمم المتحدة السابق بان كي مون والذي كان يعبر عن قلقه من أي شيئ وكل شيئ, قام بالتعبير عن قلقه من تلك الحادثة. أما إصبع علي فرزات المكسور فقد تحول إلى أسطورة خلدها التاريخ حيث زاره في المستشفى شخصيات عامة وسفراء منهم سفير اليابان وغيره من الدبلوماسيين.
السفير الياباني القلق على إصبع علي فرزات المكسور لم يقم بزيارة مدن كحماة وحلب وحمص التي تحولت بعض أحيائها ومناطقها إلى غابة سلاح وبإشراف ما يدعى التنسيقيات التي تحولت لمحاكم موت متنقلة تلقى بالمواطنين السوريين من أسطح العمارات ونوافذها بذريعة تعاونهم مع الأمن والتشبيح. ولكن السفير الأمريكي والسفير الفرنسي قاموا بالمهمة وقاموا بتأدية فريضة الحج إلى مدينة حماة والتي تعتبر معقلا لتنظيم الإخوان المسلمين ولها تاريخ دموي سابق حيث خرج منها تمرد مدعوم أمريكيا في محاولة لإسقاط حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد. المثير للضحك أن بعضهم من المعارضة السورية ممن يفكرون ليل نهار بالتأمر الكوني على ثورتهم الملائكية لم تعجبهم الزيارة مبررين بأنها جائت في توقيت مقصود لمصلحة الحكومة السورية حى تبرر قيامها بمعالجة الوضع الأمني المحتقن في المدينة. وعلينا أن لا ننسى أن السفارات الأجنبية خصوصا الأمريكية والفرنسية والبريطانية  في دمشق تحولت إلى مركز عمليات للمعارضين السوريين بالمخالفة لكل الأعراف الدبلوماسية.
والأن, لنتخيل معا ردة فعل قناة فوكس نيوز لو قام السفير السوري بزيارة إلى مدينة فيرجيسون وذالك تضامنا مع المحتجين على مقتل مواطن أمريكي أسود يدعى مايكل براون وذالك بإستخدام القوة المفرطة, إطلاق النار من دون وجود تهديد حقيقي. أو لنتخيل ردة فعل محطة السي إن إن على زيارة قام بها السفير السوري لأسرة المواطن الأمريكي الأسود ألتون ستيرلنج والذي قام رجال الشرطة في إحدى مديريات ولاية لويزيانا بإستخدام القوة المفرطة ضده حيث تم إطلاق النار عليه عدة مرات رغم السيطرة عليه من قبل رجال الشرطة. ولنتخيل للمرة الأخيرة فيما لو تحولت السفارة السورية في العاصمة واشنطون لمركز عمليات لمنظمة أنتيفا(Antifa) وهي منظمة تؤمن بالفوضوية والعنف في سبيل تحقيق أهدافها وتعتبر معادية للتوجهات السياسية كالنازية واليمين المحافظ. في الولايات المتحدة والتي تعتبر عن نشطاء الربيع العربي رمزا للحرية في العالم, لا يسمح بالتظاهر بدون التقدم بطلب مسبق وقد لا تتم الموافقة عليه ويتم التعامل فورا مع أي شغب أو عنف حتى في المظاهرات المرخصة. في الولايات المتحدة تجري وقائع محاكمة 234 متظاهرا من الفوضويين تم إعتقالهم بعد أن قاموا وخلال مظاهرة بمناسبة تنصيب دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة بالإعتداء على رجال الشرطة وتكسير واجهات المحلات وإثارة الشغب في منطقة تعد 16 مربع سكني في مدينة واشنطون, أغلب أولئك الفوضويين قد يمضي حياته وراء القضبان فالشرطة الأمريكية لا تمزح ولا تتعامل بتهاون مع تلك النوعية من الأعمال التخريبية.
إعلام الجزيرة والعربية لن يتكلم عن قضاء متظاهرين ونشطاء أمرييكن حياتهم وراء القضبان بسبب مظاهرة قام بعضهم خلالها بالتخريب والإعتداء على رجال اشرطة. قناة أورينت لن تتحفنا بحلقة من مراسلها في الولايات المتحدة عن تعامل الشرطة الأمريكية مع من يشتبهون بحمله سلاحا يهدد به السلامة العامة حتى لو كان ذالك السلاح لعبة بلاستيكية في يد طفل يلعب بها مع أقرانه أمام منزل أسرته. لن نشاهد موسى العمر وهو يحدثنا عن الحرب على الإرهاب التي شنتها الحكومة البريطانية ضد الجيش الجمهوري الإيرلندي وإستخدمت فيها كل الوسائل القانونية والغير قانونية والقوات الخاصة التي كان لديها أوامر للقتل وليس الإعتقال. هل يتوجب على أي حكومة في العالم السكوت عن الفوضويين والمشاغبين وتجاهل إتصالات السكان وندائاتهم لإستعادة الأمن والأمان وإيقاف الإعتدائات على الممتلكات العامة والخاصة؟ ماهي ردة فعل الشرطة الأمريكية على مسلح مخمور يسير في الشارع ويهدد المارة وعابري الطريق بسلاح ناري أو حتى بسكين أو مضرب بيسبول؟ الإعلام الثورجي في الوطن العربي لن يرى ولا يريد أن يرى الصورة على حقيقتها لأنه إعلام ليس فقط متحيز بل إعلام مأجور يقبض ثمن مواقفه كالصحفي الذي يقبض راتبه من المؤسسة التي يعمل بها ويتم طرده إذا أبدى مواقف مختلفة فالحيادية في زمننا الحالي هي رفاهية لا يمكن الحصول عليها.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية

النهاية

No comments:

Post a Comment